رئيس التحرير
عصام كامل

٢٥ يناير.. ما بين ملحمة الأبطال ومخطط الخونة!

لم يكن هناك وجه مقارنة بين ٢٥ يناير ١٩٥٢ و٢٠١١، الأولى تجسدت خلالها معانى البطولة والشجاعة والكفاح الوطنى ضد قوات الاحتلال البريطانى، حيث سطر أبطال الشرطة ملحمة بطولية بالإسماعيلية من خلال استبسالهم فى الدفاع عن مبنى المحافظة، ورفضوا تسليمه للمحتل البريطانى.. قاوم الأبطال المحتل للأنفاس الأخيرة فى معركة الشرف والعزة والكرامة، وقدموا ٥٦ شهيدا و٧٣ جريحا، وسقط من البريطانيين ١٣ قتيلا و١٢ جريحا.. 

 

ورغم إدراك الأبطال أن المعركة غير متكافئة إلا أنهم رفضوا تسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى المحافظة للمحتل البريطانى، حيث بلغ عددهم ٧ آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة الحديثة، بينما لا يزيد عدد الجنود المصريين المحاصرين عن ثمانمائة فقط بالأسلحة التقليدية، ومع ذلك استمروا فى المقاومة ببسالة وشجاعة فائقة لم تتوقف حتى نفذت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، وكانت هذه المعركة شرارة اندلاع ثورة ٢٣ يوليو من نفس العام وبداية لتحرير الدولة من الاحتلال البريطانى.. 

 

أما ثورة ٢٠١١ فقد كانت بداية للفوضى والتخريب وهدم الدولة المصرية بتحريض من الخارج والداخل.. كانت البداية المطالبة بإقالة وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى، ومع شروق الشمس فى يوم ٢٨ يناير بدأ مخطط الخونة والقتلة وأعداء الوطن باقتحام السجون وقتل المدنيين ورجال الشرطة والتنكيل بجثثهم بدم بارد، وبدأت جماعة الإخوان الشيطانية تتصدر المشهد، وزيادة سقف المطالب برحيل مبارك، وتحولت شوارع وميادين مصر المحروسة إلى ساحة قتال ونهب لثروات المصريين بعد أن اختفت الشرطة من المشهد، ولولا يقظة المصريين وبسالة قواتنا المسلحة لانتهت الدولة بأيدى الخونة والقتلة وأعداء الوطن.. 

 

 

من هنا تكون المقارنة ظالمة بالمرة، لأننا نقارن بين البطولة والخيانة.. بين حب الوطن والتضحية من أجله وبين المتربصين به لينالوا من أمنه واستقراره.. بين الفداء والتضحية وبين الخيانة وسفك الدماء الطاهرة.. على العموم معركة الشرف بالإسماعيلية وملحمة البطولة والشجاعة لقوات الشرطة ضد المحتل البريطانى هو العيد الحقيقى للشرطة المصرية تحتفل به كل عام، كما أصبح عيدًا قوميًّا لمحافظة الإسماعيلية تقديرا للبطولة والشجاعة وحب الوطن.

الجريدة الرسمية