رئيس التحرير
عصام كامل

يصاب بالهلع من حجاب فتاة

خدعوك وقالوا حرية الغرب!

"لابد من حرية الرأى وحرية التفكير" شعار جميل براق يجعل المتلقى في غاية البهجة، من منا يرفض الحرية وحرية التفكير وحرية الاجتهاد، أعتقد لا أحد يرفض الحرية، ولكن تعالوا معا نفكر بحرية ونجتهد بحرية، لا تجد الحرية المطلقة وحرية الاجتهاد المطلقة إلا في أمرين لا ثالث لهما، الدين والجنس، عدا هذا لن تجد لا حرية ولا اجتهاد مطلقا إلا من علماء بحق وهؤلاء لا يعرفهم أحد من العوام أو حتى المثقفين..

 

لآن الجادين في العلم والاجتهاد لا يهمهم الأضواء ولا الإعلام، ومن يعرف طريقه الإعلام والأضواء يكون من أجل خدمة أغراض لا علاقة لها بجدية العلم أو الاجتهاد، كم مرة ظهر د. مجدى يعقوب أو د. محمد غنيم، أو د. خيرى السمرة، أو د. محمد لطفي أستاذ المخ والأعصاب العالمى، د.أحمد مستجير، د.إسماعيل صبرى عبدالله، الكاتب محمود أمين العالم، د. هاشم فؤاد..ألخ هؤلاء العلماء الذى اجتهدوا بحق وحققوا المستحيل، ولكن جادين واعلامنا لا يحب العمل الجاد، ولكن في نفس الوقت يفتح الشاشات للجهلاء ممن يمزقون ويسفهون كل المعتقدات الدينية.

 

هنا سأذكر عدد من النماذج التى يرى البعض كلامهم تقدمي وتحرر وحرية الرأى التى يجب ان يتحلى بها المجتمع، أديب كبير تجاوز الخامسة والسبعين يكتب: مشكلة الجنس لدينا أنه مرتبط بالعلاقة الرسمية! وفنانة محبوبة كانت مطلقة وتزوجت مؤخرا ولديها ثلاث بنات تقول في التليفزيون: اوافق على ممارسة الفتاة الجنس قبل الزواج!

 

كاتب كبير يكتب لماذا نقيد ممارسة الجنس، كل شخص حر فيما يمارس! ومخرج سينمائى في تعقيبه على فيلم يروج للشذوذ يقول: كل واحد حر والمجتمع ماله ومال تصرفي الشخصى! وآخر يسب ويلعن كل التراث الاسلامى وهو الجاهل بالحد الأدنى باللغة العربية التى تعد أحد مفاتيح التفسير، ويأتى من يسخر من أبطال التاريخ ويقول: إن صلاح الدين الايوبى أحقر شخصية في التاريخ! وهناك من يطالب بتجديد الخطاب الدينى وهذا لن يكون الا بتغيير في نصوص القرآن والانجيل! ومن يدعى كذبا على شيخ الازهر ويهلل وراؤه للأسف النخبة التى تفضح بجهلها!

 

ضوابط الحرية

 

أما الإسبوع الماضى فرحل واحد من مجددى الفكرالانسانى كما يطلق عليه النخبة الجاهلة، هذا المجدد لا يؤمن بأن هناك الله، ولا يؤمن بالروح ولكن يعتبرها طاقة في الانسان، هذا المجدد قال بالحرف الواحد: إذا كان الأزهر يريد أن يكفرنى فإننى أقول أننى كافر! هذا المجدد يسخر من الانبياء ويقول على سيدنا موسى عليه السلام عمنا موسى والعصا السحرية كان نصح أخوه محمد يعمل ويعطيه العصا! ويسخر من الإسراء والمعراج! ويقول لبعض الشباب الملحد: أنا باقول إنى مسلم حتى أمرر فكرتى دون صدام!

 

أنا لا يهمنى مطلقا أن يؤمن أو لا يؤمن، فهذا شأنه كما أمرنا ديننا الحنيف، ولكن عندما يصر على نشره والسخرية من كل الأديان والكتب السماوية في كل ندواته وفي لقاءاته التليفزيونية فهذا يتجاوز الحرية الشخصية، هذا الإنسان قال بالحرف الواحد في لقاء تليفزيوني: محمد بيطالب حجاب المرأة كان الأولى يطالبهم بلبس ملابس داخلية! هل هذه لغة عالم ومجدد للخطاب الدينى؟ كتبت بوست من ثلاث سطور عن هذا المجدد، فطلب أحد اصدقائى أن أقرأ كتبه واتجاهل اللقاءات التليفزيونية لإنها غير معبرة عن فكر هذا الرجل! قلت: أعود لكتبه التى لا تصل إلى الاف مهما وزعت واتجاهل كلامه الذى يصل إلى الملايين؟ كيف اتجاهل بثه في المجتمع سموم وكلام مغلوط ومعلومات مجرمة؟!

 

للذين يطالبون بالحرية والتحرر وما الى ذلك أقول: لايوجد حرية مطلقة في العالم كله، في امريكا الأستاذ الجامعى في قسمه عند تعيينه يقسم أنه ليس شيوعيا! وفي أوروبا مجرد وضع قطعة القماش التى تسمى الحجاب تثور الدنيا ولا تقعد ويطالب المجتمع باحترام الفتاة المسلمة لقيم المجتمع الغربى، كما إن البرلمان الفرنسى منذ ثلاثة أسابيع فقط أصدر قانونا يمنع ممارسة الرياضة بالحجاب! أين إذن الحريات التى يتشدق بها الغرب؟  

 

امريكا تضرب أى بلد في العالم بأى حجة وترى إن هذا لحماية أمنها، وأقول لهم من اسبوعين فقط طالب الكونجرس تخفيض عدد القتلى من المدنيين الذين يتم قتلهم بالخطأ لمحاربة الإرهاب! ليس لديهم مانع من قتل المدنيين ولكن ياريت يقلل عدد القتلى منهم! منتهى الانسانية! ينزعجون من القبض على ناشط في أى دولة ولكنهم يبنون سجون خصيصا لأعدائهم، ويمارسون كل أنواع التعذيب والشذوذ وسجن ابوغريب نموذجا!

 

 

الشىء الذى أختم به فيديو جأنى من احد الاصدقاء المسيحيين وقال: شوف الفيديو ولا تعلق عليه! كان الفيديو رائعا من أحد الكنائس المصرية والقسيس له ملاحظات على لبس الفتيات وخاصة في الأفراح، وقال إنى أحييى الفتاة من اخواتنا المسلمين المحجبات وأريد أن أسالكم سؤالا: أليس السيدة مريم نرسمها دائما محجبة؟ أليس الراهبات محجبات؟ 

تحيا مصر بقيم شعبها الحر النبيل واللعنة على كل مدعى الحرية من أجل أغراض لا يعلمها إلا الله.

الجريدة الرسمية