رئيس التحرير
عصام كامل

خدعوك فقالوا: الإمام أحمد الطيب يطالب بضرب الزوجة!

أحيانا وعندما تعلو الأصوات لتصل إلى حد الصراخ في مناقشة أى قضية فإن الصمت يكون عملة نادرة، وفي الفترة الأخيرة اشتعل الحوار في كل منصات الإعلام حول عدة قضايا، وأخذ الحماس البعض إلى تبادل الاتهامات والسباب إلى مستوى من الانحطاط.

 

أولا: ما هو رأى الإمام أحمد الطيب في قضية ضرب النساء أو الزوج للزوجة؟!  يقول الإمام الشيخ أحمد الطيب: ولى الأمر لا يستطيع أن يلعب في مربعات الفرض والواجب والسنة وإنما في المباح فالشرع أعطاه  إن راي أن تطبيقه يترتب عليه ضرر هنا فولى الأمر له أن  يمنع هذا المباح ويسير ممنوعا، وعلى سبيل المثال كنا نزوج البنت في سن 16 سنة قانونا، ولكن بعد أن قامت المؤسسات الدولية برفع سن الطفولة إلى 18 سنة، كلنا علماء وغير علماء وأزهر وغير أزهر قلنا لا يجوز زواج البنت قبل ثمانية عشر سنة..

 

هذا يعنى أن ما كان مباح تم قيده وأصبح ممنوعا الآن، نفس الشىء يمكن طرح القضية للمناقشة لمنع ضرب المرأة، أن نمنع الضرب ليس الزوجة الناشز فقط بل نمنع الضرب بشكل مطلق لآن الضرب إهانة للانسان وربما تسبب له عقد حتى يدخل قبره، لا مانع من  المناقشة في هذا الأمر  ونطرحه كقضية في مجلس الشعب ويناقش في القضاء ويناقش في الأزهر وأتمنى أن أعيش لأرى أن ضرب الإنسان العربى جريمة ويعاقب الضارب معاقبة المجرم!

 

حرية الإبداع الحقيقي

 

هذا نص ما قاله فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر منذ ثلاث سنوات على القناة الأولى المصرية، أما كون مقدم البرنامج الذى أثار الموضوع مؤخرا استضاف جاهل، ويحاول التليفق والحديث عن الدستور مما أوقع نفسه فى حفرة من الجهل والتخلف، لانه ببساطة الذى أعطاه المعلومات لكى يقولها لم يراعي ضميره، والغريب أن عددا كبيرا من المثقفين وغيرهم يصدق ذلك الجاهل ولم يكلفوا أنفسهم مشقة الاستماع إلى كلمة فضيلة شيخ الأزهر المذاعة على الفضائية المصرية والموجودة على منصات التواصل الإجتماعي قبل شن الهجوم عليه.

 

ثانيا: الفيلم الذى تم الهجوم بسببه على الممثلة المصرية من جانب ودفاع دعاة الفضيلة والتحرر والحريات والإبداع عنها من جانب آخر، فالطرفين للأسف الشديد وقعا في مشكلة وهى غياب المنهج الذى يحكم به على الواقعة، طريقة العرض والهدف منه، وهناك ملاحظتين على كل ما نشر أن الأغلبية العظمى ركزت على تصرف الممثلة وتجاهلوا ما هو أهم من الأفكار الخبيثة التى يحملها الفيلم، وهذا يعنى سطحية الطرفين الذين هاجموا والذين دافعوا..

 

 الملاحظة الأهم هو أننى لست ضد مناقشة أى عمل فنى لأى قضية أو مشكلة في المجتمع، ولكن لابد من وضع منهج علمى ينسجم مع المجتمع، لا يوجد في العالم كله شىء اسمه حرية مطلقة، بدليل أن مجرد وضع طرحة على رأس فتاة أو ما نسميه حجاب، يثور المجتمع الغربى ويعتبره غير متسق معهم وذهبت بعض الدول واعتبرته رمزا للتطرف والإرهاب، بل أن أحد البرلمانات الاوروبية اتخذت  قرارا الأسبوع الماضى بمنع ممارسة الرياضة للفتاة وهى ترتدى حجابا، فإذا كان الغرب يعتبر مجرد وضع حجاب على الرأس لا يتسق مع تقاليدهم وثقافتهم أليس من حقنا كمجتمع أن يكون معايير تضبط ما يقدم إلى المجتمع المصرى وفي نفس الوقت بما لا يتعارض مع حرية الإبداع الحقيقى بعيدا عن الابتذال وتدنى طريقة التقديم.

 

 

كل هذه الأحداث وغيرها مرت وسط غياب تام لما يحدث فى القدس من هدم لبيوت الفلسطينين، فضلا عن الزيارات المكوكية لرئيس الكيان الصهيونى لدول عربية وإسلامية وليوقع مذكرات تفاهم للدفاع المشترك تارة ولتصدير سلاح تارة أخرى ثم يذهب إلى تركيا للاتفاق بشأن صفقات تجارية مثل الغاز ونقله لأوروبا، وأثناء كتابة هذا المقال تقود إثيوبيا والسودان إتجاه لحصول الكيان الصهيونى على عضوية الإتحاد الأفريقى والجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التى تقود اتجاه مضاد ولكن للأسف الأغلبية مع عضوية الكيان الصهيونى! قلبى يصرخ ألما.. وينزف دما.

الجريدة الرسمية