رئيس التحرير
عصام كامل

الأفروسنتريك.. المؤامرة القادمة

احتلال فلسطين بدأ بمجرد فكرة، ثم بمؤتمر مدينة بازل بسويسرا عام 1897.. ثم وعد بلفور.. هكذا المؤامرة. هذه الأيام، تحاك مؤامرة جديدة.. هذه المرة ضد مصر.. والهدف غرس الفتنة بينها وبين أشقائها الأفارقة. إنها أيديولوجية تسعى لتنفيذها منظمة عالمية تتمركز داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. والبداية بالأمريكيين من أصل أفريقي.. حيث تسعى لإقناعهم بأن المصريين ليسوا أفارقة، بل عرب، بهدف القضاء عليهم تمامًا، وإخراجهم من القارة السمراء. 

الفكرة منتشرة بشكل جيد الآن بين المجتمعات الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى في أوروبا وحتى بين الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى وبين الأقليات الزنوج في الشمال أفريقيا وبالتالي الشرق الأوسط. ومن أشهر منظري تلك المؤامرة؛ موليفي أسانتي (Molefi Asante)، والسنغالي أنتا ديوب (Anta Diop)، اللذان بدآ يروجان لها منذ العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، حتى إنتشرت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. 

 

حركة عنصرية

باختصار؛ هي حركة عنصرية عالمية تتمحور حول التعصب العرقي مع العرق الزنجي، وخاصة للونه الأسود، ومن أهم أهدافها القضاء على العرق الأبيض في أفريقيا، في شمال وجنوب أفريقيا على وجه الخصوص. الخطر لا يقتصر على المصريين؛ بل يتجاوزهم إلى البربر، والناطقون بالعربية، والأفريكانس، أي الأوروبيون في جنوب إفريقيا، ويروجون للحجة القائلة بأن الحضارة المصرية القديمة، والحضارة المغربية، وأيضا الحضارة القرطاجية كانت حضارات زنجية. بحجة أن أول سكان شمال إفريقيا الأصليين هم من الزنوج من السود على حد تعبيرهم.

في يوليو 2015، نشطاء من الفرع الفرنسي لأفروسينتريك، قاموا باقتحام السفارة المغربية في باريس، والاعتداء على العاملين فيها، بدأوا بالصراخ والنواح داخل مكاتب السفارة، مطالبين بطرد المغاربة من القارة الأفريقية لأنهم ليسوا من سكان شمال إفريقيا الأصليين الزنوج، على حد تعبيرهم. بل ويطالبون الدولة المغربية بالاعتراف رسميًا بالانتهاكات السابقة للعبودية، والاستعباد بحق العديد من المغاربة المنحدرين من أصل أفريقي جنوب الصحراء، والاعتراف بوادي درعة وجنوب شرق المغرب لأن آخر أراضي السود المتبقية داخل المغرب العربي كما يعتقدون، في إشارة للأقلية الحرتانية.

 

 

أحد أهم رموز الأفروسنتريك؛ مالكولم إكس، وهو أمريكي من أصل أفريقي في الستينيات، قال في مقابلة مع صحفي أسود: “عندما تتفقد تمثالًا فرعونيًا مصريًا قديمًا، فأنت تريد ربط الرجل الأسود والمصري القديم، فتاكد انك تنظر الي نفسك وأن الرجل الأبيض يريد أن يسرق هذا التاريخ له”.

وهم الآن يعملون ليل نهار لنشر مقالات ومنشورات تشوه المصادر العلمية وتزيف نتائجها ودراساتها لخدمة مصالحها من ذوي البشرة السوداء.. حيث تقوم بنشر صور ومغالطات منها تلوين صور فراعنة مصر باللون الأسود وتصوير الأندلسيين والمغاربة على أنهم سود البشرة.

ومؤخرًا، ظهرت دعوات لمؤتمر يزعم إقامته في مدينة أسوان نهاية الشهر الجاري، تدشنه حركة الأفروسنتريك المتعصبة للعرق الأسود.. فهل ننتبه؟!!

الجريدة الرسمية