رئيس التحرير
عصام كامل

الصوم الرحمة المتجسدة المتجددة "بقلم مكرم عبيد"

مكرم عبيد
مكرم عبيد
18 حجم الخط

أشارت د.منى مكرم عبيد في كتابها "كلمات ومواقف "إلى تهنئة مكرم عبيد للمسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك وكلمته التي قال فيها «أهنئهم لا لأنهم أفطروا، بل لأنهم صاموا.


ذلك هو المعنى الأسمى من هذا الشهر الكريم، فالحكمة الأولى من الصوم ليست أن يصوم الإنسان لكى يعود فيفطر، بل أن يفطر لكى يعود فيصوم وذلك لأن الصوم كما شرعته الأديان هو الرحمة المتجسدة المتجددة . 

وإذا كان الله أراد بالصوم أن نمتنع عن الأكل لتحس أجسادنا وأرواحنا بالرحمة نحو الجائع الذي منع من أن يأكل، وأن تصبح الرحمة فينا سجية.. لا هوية ولا مزية وفضيلة لا فضلًا ولا تفضيلًا.

«ولهذا وجب أن يتكرر الصوم، ما دام أن هناك فقيرًا حرم قوت اليوم، ووجب أن تتكرر الرحمة لتتكرر النعمة للفقير والغنى على السواء. 

وما من شك أن أجر الصوم أوفى وأعظم لمن تذوق لذة الإفطار ثم صام، وتنعم بالعزة ثم ارتضى لنفسه أن يضام.. ذلك لأن كثيرًا من الناس إذا ما نعموا بلذائذ الحياة شق عليهم أن يصوموا عنها، أو يحرموا منها

وإن بعضهم قد يصوم قليلًا أو طويلًا، فإذا ما أفطر وذاق مذاق الثروة أو الجاه أو السلطان، فبعدًا للصوم وبعدًا للفاقة والحرمان.. ذلك هو خطر الإفطار على الفاطرين، ولو أنه في ذاته يزيد من أجر الصيام للصائمين.
الجريدة الرسمية