رئيس التحرير
عصام كامل

من أين جاء هؤلاء؟!


من مأثور قول الراحل الكبير الأديب السوداني الطيب صالح تساؤله حين صعد تيار الإسلام السياسي حينها في السودان "من أين جاء هؤلاء"؟! هذا السؤال يتردد بأنحاء مصر هذه الأيام.


تأزيم كبير يمارسه الإخوان بمصر.. فلا القول الأزهري يعجبهم ولا الرأي الشعبي يقنعهم ولا فتاوى دار الإفتاء تكفيهم، نراهم يجرون أسلحتهم البيضاء بالميادين يميناً وشمالاً وهم يريدون الانتقام من الشعب، الانتقام من الناس.

الإخوان الغريب فيهم أنهم لا يتبعون إلا مرجعية ذواتهم، حتى إن كل ما يقوله الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لا يعنيهم، فلا الورع يحركهم ولا الدين يردعهم، بل الدين مطية من مطاياهم في سبيل السياسة.

أخطر ما يمكن أن تمارسه حركة أن تجعل الدين مركباً لطموحاتها السياسية.. ولعل أخبر الناس بجماعة الإخوان هم قادة الأمن في المنطقة، يعلمون جيداً أسرارهم وخباياهم، ولعل من المراجع الرئيسية حول السلوكيات الإخوانية حوار الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي قال عن الإخوان ما يمكن أن نعتبره منهجاً في كشف الآلية التي يسيرون عليها من الراحل الذي كان على هرم الأمن السعودي على مدى عقودٍ طويلة.. ما قاله الأمير أن الإخوان المسلمين هم أصل البلاء في الخليج وغيره.. ورأى أن السعودية فتحت ذراعيها لهم واحتضنتهم من أنظمتهم التي لاحقتهم بغية تنفيذ الإعدام ووظفتهم ومع ذلك قلبوا لها ظهر المجن وأسبغوا العداوة الظاهرة والباطنة.

المصريون فرحون، وهم أهل نكتة وفرح وبهجة وفنون، الإخوان أرادوا إعادة مصر ألف سنة إلى الوراء.. مصر هي التي تعلمت منها الحضارات بأنواعها وعلى رأسها اليونانية والفلاسفة اليونان مصر الإسكندرية والإرث الفني العظيم واللغوي والتاريخي يراد لها أن تكون مجرد مأوى لمجموعة من المنفلتين الذين يطمحون إلى الوصول إلى الحكم! مصر أقوى من هذه التيارات الطارئة، مصر أصلها ثابت في الحياة والفن والفرح والمدنية، أما الذين جاءوا فجأة من التيارات الإخوانية الطارئة فلن يجروها إلى الوراء.. هذه سنة التاريخ الإرث يأتي وينتصر لنفسه، هكذا كانت حركة 30 يونيو.

*بآخر السطر، لا معنى لهجوم الإخوانيين على الخليج، فهو وجه خير على مصر والعرب، والخليج ليس نفطاً فقط وإنما هو روح، يتفاعل مع محيطه، فلا تكونوا قساة عليه.. انظروا إلى تيارات الاعتدال بمصر كيف تحفظ الود، وكيف تعتدل بالعلاقات مع العرب، بينما بقي الإخوان ممتنين لإيران!

نسأل أخيراً مع الطيب صالح: من أين جاء هؤلاء؟!
نقلا عن الرياض
الجريدة الرسمية