رئيس التحرير
عصام كامل

هانى أبو ريدة: حان وقت تسليم الأمانة.. شبعت مناصب وحققت كل ما أريد ( حوار )

أبو ريدة والزميل
أبو ريدة والزميل زغلول صيام

الكرة المصرية كانت بعيدة عن التخطيط مع بداية تسعينيات القرن الماضى 

مشروع مركز المنتخبات الوطنية أفضل إنجاز وأفضل هدية أقدمها للكرة المصرية

 

هذه علاقة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بعدم نجاحى فى انتخابات الفيفا بداية الألفية الثالثة

 

سيرتي كانت أشبه بالصفحة البيضاء فى الوقت الذى حامت الشبهات حول البعض وتورط آخرين

 

مصدوم فى أشخاص ساعدتهم كثيرا ويثيرون كلاما مغلوطا عنى

 

الأيام ستثبت سلامة موقفى وذمتى سواء فى الفيفا أو الكاف

 

يشرف مصر أكثر مما يشرفنى أن أكون أقدم عضو فى الفيفا والكاف

 

لم أعتزل العمل الرياضى ولم يجبرني أحد على عدم الترشح فى الانتخابات الأخيرة

 

فضلت الاستمتاع بما تبقى لى فى العمر مع أحفادي

 

حلمى إقامة المونديال فى مصر فى عهد الرئيس السيسى 2030


 

إذا كان العالم وجماهير كرة القدم تعرف نجم مصر وفريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح وتحتفي به وبأدائه الرائع في عالم الساحرة المستديرة، والذي جعله أحد أفضل اللاعبين في العالم، فإن هناك شخصية مصرية أخرى في عالم الرياضة تعد الأشهر والأبرز بعد أن ضرب رقما قياسيا فى الحفاظ على منصبه بالاتحادين الإفريقي لكرة القدم “الكاف” والدولي “فيفا”.. إنه المهندس هانى حسن أبو ريدة.


ينتمى أبوريدة لأسرة من أعيان بورسعيد، تضم أسماء كبيرة بحجم البطل الفريق سعد أبو ريدة، محافظ البحر الأحمر الأسبق، وآخرين.


بدأ بزوغ نجم هانى أبو ريدة  فى بداية تسعينيات القرن الماضى عندما خطط وقرر الدكتور عبد المنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأسبق، تجديد الدماء فى الكرة المصرية، فكان أبو ريدة ضمن كوكبة ضمت إلى جانبه سمير زاهر والسياجى وأحمد شاكر ورأفت عبد العظيم وغيرهم، وبالفعل كانوا عند حسن الظن.


خلال مسيرة أبوريدة التي تمتد لأكثر من 30 عاما تحقق للكرة المصرية إنجازات فاقت ما تحقق فى 70 عاما هى عمر الكرة المصرية، رغم أن السنوات الأولى لم تكن هناك دول تعرف كرة القدم أصلا، ولكن مع أبو ريدة ورفاقه حققت مصر أربع بطولات أمم أفريقيا من أصل سبعة بطولات.


الحديث مع أبو ريدة له رونق خاص ويكتسب أهمية كبيرة في هذا الوقت بالتحديد، فالرجل الذي يتسم بكاريزما نادرة وخفة ظل لا محدودة هو رمز رياضي كبير ويمتلك تاريخا حافلا، بل إنه يملك مفاتيح الحديث عن أمور كثيرة تهم كرة القدم المصرية والمسؤولين عنها وكواليس أحداثها المثيرة عبر 3 عقود.

 

"فيتو" التقت المهندس هاني أبوريدة  ليعبر عما يجيش به صدره في هذا الحوار الحصري :

 


*بداية.. هانى أبو ريدة سيرة حافلة بالنجاحات وخدمة الكرة المصرية طوال 30 عاما، ماذا تقول عنها؟


فى البداية لا بد أن أكون فخورا بما قدمته طوال أكثر من 30 عاما، والأكثر من ذلك اننى حافظت على سيرتى الشخصية وسيرة أسرتى، ليس هذا فحسب، ولكن سيرة البلد التى مثلتها بكل أمانة على مدار قرابة الـ20 عاما سواء فى الكاف أو الفيفا.


فى الوقت الذى حامت الشبهات حول البعض وتورط آخرين كانت سيرتى أشبه بالصفحة البيضاء، واستمريت بعدها لأكون أقدم عضو فى الفيفا والكاف، وهو أمر يشرف مصر أكثر مما يشرف أبو ريدة.

*من وجهة نظرك، متى بدأت الرياضة المصرية تضع قدمها على أول طريق النجاح؟


عندما بدأنا العمل التطوعى فى اتحاد الكرة مع بداية تسعينيات القرن الماضى كانت الكرة المصرية بعيدة عن التخطيط، وحتى عندما وصلنا مونديال عام 1990 كان الجهد الواضح فيه للكابتن محمود الجوهرى، كما كان المصريون بعيدين عن مؤسسة الكاف، ولابد من وساطة لتحقيق أي طلب لمصر، وبالتالى كان لا بد من وضع تخطيط طويل المدى يضمن طفرة للكرة المصرية. 


ومع بداية التسعينيات اخترت ملف تطوير منتخبات الناشئين من أجل إعداد قاعدة تخدم الكرة المصرية سنوات طويلة، وكانت البداية بالمنتخب الذى كان يضم حازم إمام وعبد الستار صبرى وعبد الظاهر السقا وعلى ماهر والعميد أحمد حسن، وكانت البشائر لهذا الجيل فى الفوز بدورة الألعاب الأفريقية بزيمبابوى عام 1995، ثم الفوز بالأمم الأفريقية ببوركينافاسو 1998.


لم نتوقف عن الإشراف على تلك المنتخبات، بل واصلنا المشوار، وظهر منتخب مواليد 1981 الذى ضم جيل برونزية المونديال مع شوقى غريب فى 2001 بالأرجنتين، ثم انضم له جيل المعلم حسن شحاتة مواليد 1983 لتندمج تلك الأجيال الثلاثة فى تحقيق الطفرة التى لم تشهدها الكرة المصرية، وحققنا إنجازا غير مسبوق تاريخيا بالفوز بثلاث بطولات أمم أفريقية متتالية، ووصل تصنيف المنتخب المصرى للمركز التاسع عالميا.

*ما حكاية منعك من الترشح فى انتخابات إتحاد الكرة بعد ثورة يناير؟

قامت ثورة يناير 2011، وحدث ما حدث، وتولى الإخوان، وكانت التعليمات بمنعى من الترشيح، ورغم ذلك نجحنا فى تكوين قائمة عملت فى ظروف صعبة، وكان الجيل الذهبى قد اعتزل الكرة.
عدت من جدىد ولأول مرة أتولى رئاسة الاتحاد عبر انتخابات حرة مباشرة وفى ظروف تبدو غاية فى الصعوبة ورغم ذلك نجحنا فى الوصول لنهائى الأمم الأفريقية بالجابون، ووصلنا مونديال روسيا 2018 بعد غياب 28 عاما.


كل هذا كوم، ومشروع الهدف أو مركز المنتخبات الوطنية كوم آخر، لأنه صرح عملاق سيخدم الكرة المصرية سنوات، وهو يعد أفضل إنجاز وأفضل هدية أقدمها للكرة المصرية.


*هل نفهم من عدم ترشحك فى انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة أنك اعتزلت العمل الرياضى؟ 


لم أعتزل العمل الرياضى ولم يجبرنى أحد على عدم الترشح فى الانتخابات التى انتهت مؤخرا، ولكن فضلت الاستمتاع بما تبقى لى فى العمر مع أحفادى بعد الانشغال طول الوقت سواء فى الاتحاد المصرى أو الكاف أو الفيفا، وليس هذا معناه أننى بعيد، ولكن سأكون قريبا وأمد يد العون وقت الحاجة، وما زلت فى موقعى بالكاف والفيفا أخدم بلدى والقارة الأفريقية فى المحافل الدولية.


كل التوفيق لمجلس جمال علام وهو صديق أتشرف به وليس بديلا لى كما يدعى البعض، ولكنه صعيدى جدع معتز بنفسه لأقصى درجة، وباقى المجلس أصدقائى وأبنائى.

*ما قصة استقالتك فى 2019، وماأسبابها؟
لم أعين لجانا، وانتهت علاقتى باتحاد الكرة فى 2019 بعد تقديم استقالة بعد الخروج من الأمم الأفريقية التى استضافتها مصر، وكل ما طلب منى بشأن تعيين لجنة وتطويل الأمد من أجل تعديل لائحة النظام الأساسى فعلته، ثم بعد ذلك شعر الفيفا أن هناك تعمدا لعدم إجراء انتخابات، وبالتالى كان قرار تعيين لجنة أحمد مجاهد.

 

*بمناسبة ذكر أحمد مجاهد، مارأيك فيه؟


مجاهد يرتبط بعلاقات قوية مع مسئولى الفيفا والكاف، نجح فى تكوينها خلال السنوات الماضية، ولن أبالغ إذا قلت إنه يتواصل معهم مباشرة دون الرجوع لى، وعموما الأمر انتهى، وهناك مجلس إدارة نتمنى له التوفيق فى القادم، ولا يجب أن نتوقف عند البكاء على اللبن المسكوب.

*ماهى أفضل بطولة شاركت بها مصر فى وجودك؟
استضفنا مونديال الشباب 2009 والأمم الأفريقية 2006، وكذلك الأمم الأفريقية 2019، وهى أفضل بطولة نجحنا فى الفوز باستضافتها على حساب جنوب أفريقيا.

 

*ما هى الخدمات التى قدمتها للكرة المصرية خلال وجودك كمسئول فى الكاف والفيفا ؟
قدمت خدمات للأهلى والزمالك وكل الأندية المصرية التى تشارك فى مسابقات الكاف ومسئولى الأندية يعرفون الدور الذى أقوم به، ولكن لا يمكن الإعلان عن هذا الدور لأنى مرشح للقارة الأفريقية، وممثل لكل الدول فى الفيفا.


*ماعلاقة الرئيس التونسى الأسبق زين العابدين بقصة عدم نجاحك فى انتخابات الفيفا بداية الألفية الثالثة؟


عندما قررت الترشح لعضوية الكاف والفيفا فى بداية الألفية الثالثة، ونجحت فى الفوز بمنصب الكاف، وأخفقت فى منصب الفيفا الذى فاز به سليم شيبوب الذى كان له صلة نسب بالرئيس زين العابدين بن علي والانتخابات كانت فى تونس وقتها لا أنسى ما قاله لى الكابتن الجوهرى: لا تزعل، لأننا فى مصر كنا نحاول أن نصاحب سائق فرح إدو رئيس لجنة حكام الكاف آنذاك، والآن أصبح لنا ممثل داخل الكاف.

 

*هل تعرضت للظلم يوما ما؟
من الطبيعى أن أحزن وأن أصدم فى أشخاص ساعدتهم كثيرا، ولكنهم لم يكونوا عند حسن الظن، ولا يتركون فرصة إلا ويتعرضون لى ويثيرون كلاما مغلوطا عنى، ولكن الأيام تثبت سلامة موقفى وذمتى سواء فى الفيفا أو الكاف.

*لعبت دورا مهما فى تخفيف التوتر خلال أزمة لقاء مصر والجزائرعام 2009، احكى لنا عنه؟
نعم، أنقذت الموقف فى لقاء مصر والجزائر 2009 عندما اعتدى بعض الصبية على أتوبيس المنتخب الجزائرى وتأزم الموقف، وفى مثل تلك الحالات كان من المفترض أن يكون هناك قرار صادم من الفيفا، ولكن نجحت فى الوصول للفندق، واحتويت الموقف مع صديقى الحاج محمد روراوه، ووافق على لعب المباراة وانتهت الأزمة وقتها دون أن يشعر أحد.

 

*لماذا لايوجد أحد من أفراد عائلتك فى نفس مجالك؟
لم أسعَ أن يكون أحد أفراد عائلتى فى هذا المجال لأنه مجال صعب، ويحتاج إلى صبر وبال طويل.

*ماهى الأمنية التى تتمنى تحقيقها بعدما أصبحت فى مرحلة تسليم الأمانة؟
شغلت كل المناصب فى الاتحاد المصرى لكرة القدم، عضوا ثم أمين صندوق، ثم نائبا، ثم رئيسا، ولم يعد في نفسى شيء آخر، ووصلت فى الكاف والفيفا إلى أعلى المناصب، وأصبحت أقدم عضو فى هاتين المؤسستين العالميتين، وبالتالى فأنا أحفظ كل ورقة وكل طوبة داخل مقر الاتحاد القديم أو المقر الذى شيدناه بأحدث النظم العالمية.


ولكن أمنيتى هى كل التوفيق للمنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية بالكاميرون خصوصا بعد الفوز أمس على غينيا بيساو وتجدد آمالنا فى الصعود لدور الـ 16 وتحقيق النجمة الثامنة، وكذلك التأهل لمونديال قطر 2022، لأن كل هذا سيكون فى مصلحة الكرة المصرية على كافة المستويات.
وأحد أهم أحلامى أن أرى بلدى مصر تستضيف كأس العالم فى عهد الرئيس السيسى فى الجمهورية الجديدة 2030.

 

*كلمة أخيرة؟ 
ما زلت عضوا بالفيفا والكاف، وبحكم اللوائح عضو بالاتحاد المصرى لكرة القدم، ولن أتردد فى خدمة الكرة المصرية.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية
عاجل