رئيس التحرير
عصام كامل

تركت التعليم لتجهز نفسها.. قصة كفاح زينب إحدى ضحايا حادث معدية القطا| فيديو

زينب
زينب

تركت التعليم بعد أن أنهكت أسرتها الظروف الصعبة وضيق الحال، لم تتذمر بل قررت أن تكون العون والسند لأهلها، وأن تكون يد أسرتها التى تعمل لتوفر بعض الدخل وتقوم بتوفير متطلبات زواجها لكن حادث معدية القطا أنهى القصة مبكرًا.

 

زينب عبد المؤمن 17 عامًا إحدى ضحايا حادث غرق سيارة معدية القطا، فارقت الحياة رفقة زملائها وكُتب الفصل الأخير من قصتها فى قاع بحر كان هو السبيل الوحيد للعبور الى حيث تعمل فى مزرعة لجمع البيض.

نجحت قوات الإنقاذ النهرى فى انتشال جثتها بعد وقت قليل من العمل صباح أمس وشُيع جثمانها وسط حالة من الحزن العميق بدا واضحًا على أسرتها، ودموع انهمرت ربما لن يكتب لها أن تتوقف.

ترك التعليم

تركت زينب التعليم من المرحلة الإعدادية بعد أن ثقلت على أسرتها المصروفات وتقبلت ذلك بنفس راضية، قبل أن تتم خطبتها لأحد أقاربها منذ عام ونصف لكن ضيق الحال دفعا للنزول للعمل من أجل أن تقوم بتوفير متطلبات زواجها الذى كان مقررًا له عقب عيد الفطر القادم.

 

قررت زينب عبور النهر للبر الأخر والعمل فى مزرعة لجمع البيض منذ ثلاثة أشهر تاركة قريتها التى لا يوجد بها فرص عمل، لكن النهر الذى بدأت على سطحه قصة الكفاح سيكتب فى قاعه سطر النهاية.

 

50 جنيها فقط هو كل ما تتحصل عليه زينب نظير عملها فى المزرعة من السابعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا موعد انتهاء العمل، تذهب بهم فرحة مسرورة لتمنح المبلغ كاملًا لوالدتها تشترى بجزء منه طعامًا للأسرة وتدخر ما تبقى.

مفاجأة يوم الحادث

فيتو التقت والدتها عقب دفنها مباشرة لتشكف عن أنها شعرت بوفاة نجلتها يوم الحادث وطلبت منها عدم الذهاب للعمل ثم خرجت لشراء الخبز لتعود تجد نجلتها تركت المنزل وذهبت رفقة زملائها للعمل.

 

قررت الأم الذهاب مسرعة الى حيث توجد المعدية لإعادة نجلتها لكنها وجدتها قد عبرت الى حيث شاء القدر، عادت الأم مستسلمة منتظرة عودة نجلتها محدثة نفسها "ربما ما تشعر به مجرد ظنون لن تتحول لحقيقة".

حادث غرق السيارة

ساعات قليلة وبدأ الخبر ينتشر فى ارجاء القرية، لقد غرقت السيارة التى كانت تقل أبنائهم، ليهب الجميع ذاهبين للبحر ويجدوا الأمر قد انتهى وعليهم أن ينتظروا انتشال جثامين أنجالهم من المياه.

انتظرت والدة زينب بجوار الأسر المكلومة خروج نجلتها من المياه ونجحت قوات الانقاذ النهرى فى انتشاله صباحا وتم تشييع جثمانها لمثواها الأخير تاركة حزنًا لن تستطيع الأيام تبديله أو نعه من قلوب أسرتها.

الجريدة الرسمية