رئيس التحرير
عصام كامل

الحوار والتربية والكرامة البشرية.. مقترحات بابا الفاتيكان لتحقيق السلام

بابا الفاتيكان البابا
بابا الفاتيكان البابا فرنسيس

طالب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس بمساهمة الجميع في عالم أكثر سلامًا، مقترحًا ثلاث طرق لبناء سلام دائم "الحوار بين الأجيال، والتربية والعمل لتحقيق الكرامة البشرية.

مقرحات تحقيق السلام

وكتب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس تغريدة على تويتر "يمكن للجميع أن يساهموا من أجل بناء عالم أكثر سلامًا: بدءًا من قلوبهم وعلاقاتهم في العائلة والمجتمع والبيئة، وصولًا إلى العلاقات بين الشعوب والدول"
وقال "أريد هنا أن أقترح ثلاث طرق لبناء سلام دائم. أولًا، الحوار بين الأجيال كأساس لتحقيق المشاريع المشتركة؛ التربية كعامل حرية ومسؤولية وتنمية. والعمل من أجل التحقيق الكامل للكرامة البشريّة"

رسالة بابا الفاتيكان للسلام

وقال البابا فرنسيس في رسالته، بمناسبة اليوم العالمي الـ55 للسلام، إنه "في عالم لا يزال في قبضة الجائحة، التي تسبّبت في مشاكل كثيرة، يحاول البعضُ الهروبَ من الواقع إلى عوالم خاصّة بهم، وآخرون يواجهونه بعنفٍ مدمّر، لكن بين اللامبالاة الأنانيّة والمعارضة العنيفة، هناك دائمًا خيار ممكن: وهو الحوار. الحوار بين الأجيال" 

وأضاف "كلّ حوار صادق، لكنْ مبنِيٍّ على جدليّة صادقة وإيجابيّة، يتطلّب دائمًا ثقة أساسيّة بين المتحاورين. يجب أن نستعيد هذه الثقة المتبادلة!"، مضيفًا "ضاعفت الأزمة الصّحّية الحاليّة لدى الجميع الشعور بالوَحدة والانطواء على النفس. ومع عزلة كبار السّن ظهر في الشّباب وشعور بالعجز وفقدان فكرة مشتركة عن المستقبل. هذه الأزمة مؤلمة بالتأكيد. ومع ذلك، يمكن أن يعبِّر فيها الناس عن أفضل ما فيهم. في الواقع، خلال الجائحة بالتحديد، وجدنا، في كلّ جزء من العالم، شهادات نبيلة للرّحمة والمشاركة والتضامن"

حوار الأجيال

وتابع بابا الفاتيكان في رسالته "الحوار يعني أن نصغي بعضنا إلى بعض، ونناقش بعضنا بعضًا، ونتّفق بعضنا مع بعض، ونسير معًا. العمل على تحقيق كلّ هذا بين الأجيال يعني أن نفلح أرض الصّراع والإقصاء الصّلبة والعقيمة، وأن نزرع بذور سلام دائم ومشترك"
وقال "بينما أدّى التطوّر التكنولوجي والاقتصادي في كثير من الأحيان إلى تقسيم الأجيال، كشفت الأزمات المعاصرة مدى أهمّيّة تحالفها بعضها مع بعض. فمن ناحية، يحتاج الشّباب إلى خبرة كبار السّن في الحياة والحكمة والأمور الروحيّة، ومن ناحية أخرى، يحتاج كبار السّن إلى دعم الشّباب ومحبّتهم وإبداعهم وحيويّتهم"
وأضاف البابا فرنسيس "لا يمكن للتحديات الاجتماعيّة الكبيرة ومسيرات السّلام الاستغناء عن الحوار بين حرّاس الذاكرة، كبار السّن، وبين الذين يسيرون بالتاريخ إلى الأمام- الشّباب-، ولا حتّى الاستغناء عن استعداد كلّ منهما أن يعطي مجالًا للآخر، فلا يتطلّع أحدٌ منهما إلى احتلال المشهد بأكمله، والسعي وراء مصالحه الخاصّة، كما لو أنّه لم يكن ماضٍ ومستقبل. الأزمة العالميّة التي نعيشها تبيِّن لنا أنّ في اللقاء والحوار بين الأجيال قوّةً دافعة لسياسة سليمة، لا تكتفي بإدارة الموجود "بالترقيع أو بحلول متسرّعة"، بل هي قوّة حبّ للآخر سامية، في البحث عن مشاريع مشتركة ومستدامة"

البيئة وقرض الأجيال

واستطرد قائلًا "إذا عرفنا، في الصّعوبات، أن نمارس هذا الحوار بين الأجيال "تمكَّنَّا من التجذّر في الحاضر، وراسخين في هذا التجذّر، يمكننا العودة إلى الماضي والمستقبل: العودة إلى الماضي والتعلّم من التاريخ وتضميد الجراح التي تؤثّر فينا مرارًا، والعودة إلى المستقبل، لتغذية الحماس، ولكي تنشأ الأحلام، ولتنبيه النبؤات، وليزهر الرّجاء. وبهذه الطريقة، متّحدين، يمكننا أن نتعلّم بعضنا من بعض". بدون الجذور، كيف يمكن للأشجار أن تنمو وتؤتي ثمرًا؟"


وقال "يكفي أن نفكّر في موضوع العناية ببيتنا المشترك. البيئة نفسها، هي، في الواقع، "قرض يتلقّاه كلّ جيل وعليه أن يسلّمه إلى الجيل التالي". لذلك، ينبغي أن نقدّر ونشجّع الشباب الكثيرين الملتزمين بعالم أكثر عدلًا وانتباهًا لحماية الخليقة، الموكولة إلى رعايتنا. إنّهم يفعلون ذلك بقلق وبحماس، خاصّة مع الشعور بالمسؤوليّة أمام تغيير المسار المهدِّد، الذي تفرضه علينا الصّعوبات التي نشأت من الأزمة الأخلاقيّة والاجتماعيّة والبيئيّة اليوم".


واختتم قائلًا: "من ناحية أخرى، فإنّ فرصة بناء مسارات سلام معًا لا يمكن أن تتجاهل التربية والعمل، فهي أماكن وسياقات متميّزة للحوار بين الأجيال. هي التربية التي توفّر قواعد الحوار بين الأجيال، ومن خلال تجربة العمل، يجد الرجال والنساء من مختلف الأجيال أنفسهم متعاونين، ويتبادلون المعارف والخبرات والمهارات من أجل الخير العام"
 

الجريدة الرسمية