رئيس التحرير
عصام كامل

علم البابا


يمثل حضور قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لفعاليات وضع خارطة الطريق لمستقبل مصر معانى جالية لا تحتاج إلى كلمات بلاغية، بقدر الاحتياج إلى وضع خطوط حمراء تحت هذه المعانى لإبرازها كرسالة قوية نتمنى أن تصل إلى كل مصرى يعيش وينتمى إلى أرض مصر.


أولا – مستقبل مصر لا يكون أبدا دون حضور الأقباط.. فهم عنصر أساسى ورئيسى.. ومكون جذرى للأرض والحضارة والوجود.. ووجودهم ضد الطائفية وضد أي محاولة أو مؤامرة للتقسيم.. فهم مواطنون يكفل حقوقهم وواجباتهم القانون.

ثانيا – امتداد دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الوطنى المستمر.. وهى الحاملة لمجد المصرى القديم.. والمعبرة عن الفكر المؤسسى كأقدم مؤسسة مصرية – عمرها 2013 سنة - موجودة وفاعلة وقوية.. كعصب نابض وضمير يقظ وجذور روحية وثقافية تربوية لمصر كلها.. فهى تصلى يوميا من أجل النيل والزرع والهواء والسلامة.. محتضنة الأزهر الوسطى المعتدل ضد أي محاولات احتلال خارجى أو إقصاء داخلى.

ثالثا – يعبر التواجد للقيادة الروحية للأقباط عن تقدير معلن وتكريم غير مباشر للثمن الذي يدفعه الأقباط دائما في مختلف ظروف التردي والانفلات الأمنى وكراهية المتطرفين.. وإقصاء المتعصبين.. ومع كل هذا لم يكفر الأقباط أبدا بوطنيتهم.. أو يتراجعوا قيد أنملة عن حبهم له فلا شدة ولا سيف ولا اضطهاد ولا تهديد ولا دم ولا حرق ولا هدم.. يقدر أن يفصلهم عن محبة مصر.

رابعا- لا يمثل حضور الكنيسة أي إشارة إلى الحكم الدينى.. أو تدخلها في الشأن السياسي.. بل يقترب وجودها من وجود القوات المسلحة العظيمة والتي أعلنت صراحة وفعلا عن عدم تدخلها في السياسة أو الحكم.

خامسا – لا يمكن أن نتجاهل حضور البابا تواضروس بشخصيته وصفاته الخاصة وحكمته التي تضفى مزيدا من القوة والإبداع والذهن الحاضر المرتب والمنظم.. والذي ظهر من خلال كلمته القصيرة العميقة التي أكد فيها أن خريطة المستقبل تبتغى مصلحة الوطن دون إقصاء أو استبعاد أو استثناء أحد.. والكلمات الثلاث (إقصاء واستبعاد واستثناء) التي استخدمها قداسته كمفردات توكيدية لرفض هذه السياسة التي استخدمها نظام الإخوان ضد الأقباط تعبر عن رفض الأقباط لهذه السياسية ضد أي مصرى. 

أما شرح قداسته للألوان الثلاتة التي يتكون منها علم مصر الذي يضم الجميع اللون الأسود – الشعب وأرض النيل – الأبيض الشباب النقى.. وهذه الجزئية ابتكار من البابا فالعادى كان يقال أن اللون الأبيض يشير إلى نقط الانتصار في حياة المصريين.. الأحمر هو رمز التضحيات.. والنسر القوات المسلحة صمام الأمان.. فيأتى هذا الشرح ببساطة وعمق في لغة ومعانى يفهمها كل المصريين رسالة رائعة لكل مواطن نسى في غمرة الآلام والأوجاع والجدل السياسي والانقسام والتحزب معنى الوطن المتجسد في العلم والذي رفعته الملايين الهادرة في الميادين تعبيرا صامتا عن احتياجهم للوطن أولا وقبل كل شيء.

أمثال لهذا الزمان
العين ماتعلاش على الحاجب بس ديه تعلى على الحاكم وتقلبه كمان.
robeirfaris@gmail.com
الجريدة الرسمية