رئيس التحرير
عصام كامل

لواء دكتور علاء عبد المجيد يكتب: التلاعب في الملاعب

لواء دكتور علاء عبد
لواء دكتور علاء عبد المجيد

إن ما يجرى الآن على صعيد كرة القدم المصرية يثير الريبة في صدر كل غيور لأنه يعد بمثابة بداية منذرة وغير مبشرة لحقبة جديدة يبدو أنها لن تكون أفضل من سابقتها كثيرًا.. فبعد أن تنفسنا الصعداء بانتهاء مرحلة اللجان المعينة قسرًا من قبل الاتحاد الدولي، واستبشرنا خيرًا بفتح باب التنافس الشريف بغرض إتاحة الفرصة أمام أعضاء الجمعية العمومية لانتقاء الأصلح وانتخاب الأفضل لكي يتمكن من التصدى لكل الظواهر السلبية التي تفشت خلال الحقبة الماضية، وهي تلك السلبيات التي دفعت الاتحاد الدولي لتعيين لجان توفيق الأوضاع وتصحيح المسار.

 

التخبط الإداري

أجل.. ذلك هو المسمى الرسمي لتلك اللجان التي تعاقبت على إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم، منذ فترة ليست بالقصيرة، ولقد جرت العادة ألا يقدم «الفيفا» على ذلك الإجراء إلا مع الاتحادات حديثة العهد التي لا تجيد إدارة اللعبة أو مع اتحاد غرق في لجة التخبط الإداري أو شبهات الفساد والمثير للأسى حقا.. أن ذلك تزامن مع ذكرى مرور مائة عام كاملة على إنشاء ذلك الاتحاد الذي يعد هو الأعرق في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.. لكن العراقة تختلف عن الرشاد.

أقول.. إذا كان التلاعب باللوائح والمسابقات قد ساد خلال الفترة الماضية، فإنه لا يجوز مطلقا أن نسمح بشبهة تلاعب تكون بمثابة الاستهلال غير الحميد لمرحلة قادمة. فلقد فوجئ الرأي العام لاسيما الرياضي منه، بترشح "قائمة مجهولة"، عقب تراجع قائمة الوزير الأسبق عن خوض السباق في اللحظات الأخيرة، فإذا بتلك القائمة تعد على عجل وتتقدم قبيل غلق  باب الترشح.

 

ترشح حقيقى

وبالطبع.. نحن لا نفتئت على حق الجميع في الترشح، ولكن شريطة أن يكون ترشح حقيقى يهدف إلى الفوز وخدمة المصلحة الوطنية العليا ولكن.....

أن يكون ذلك بغرض إضفاء الشرعية التنافسية للقائمة الأخرى في ظل غياب تام لأي تنافس حقیقی، فإن ذلك يعد انتقاصًا جسيمًا لحق الناخبين في الاختيار الحر بين بدائل مؤهلة حقا للاضطلاع بذلك الدور الوطني لإنقاذ الكرة المصرية من عثراتها وتخبطها، وأنا هنا في موضع تساؤل حقيقي لما جرى ومن يقف خلفه، فهل حدث تدخل من أحد كما يتردد.

 

قائمة من محافظة واحدة

 وكيف ومتى تشكلت تلك القائمة ؟!، وهي القائمة - ويا للعجب لهذا الدور المحلل - التي ينتمي معظم أعضائها إلى محافظة واحدة في صعيد مصر الغالي على القلوب.. لكن ذلك يعني وفق الحسابات الإنتخابية البديهية انتفاء أي فرصة لها لتحقيق الفوز أمام القائمة الرئيسية المرضى عنها.

فيا ترى.. ما الدافع الخفي الذي دفع تلك القائمة للترشح مادام احتمال نجاحها شبه منعدم..؟! أما السؤال الأهم فهو ما المستقبل الذي ينتظر كرة القدم المصرية في ظل استمرار التلاعب في المكاتب والملاعب.

الجريدة الرسمية