رئيس التحرير
عصام كامل

ندفع ثمنًا غاليًا!

تساهلت الحكومات السابقة في أمر التعليم والعلم حتى وصلنا لما نحن فيه من فوضى تعليمية وكبوة سلوكية وأخلاقية تجلت آثارها واضحة مع أحداث يناير ومازلنا نعاني منها حتى اليوم حتى باتت تصرفات أبنائنا في المدارس والجامعات وحتى في الشارع تقول بوضوح: إننا في حاجة إلى تصحيح لمسار التعليم والبحث العلمي.. ولا أدرى لماذا لا تتنادى الجامعات ومراكز البحث لدراسة تلك الإشكالية ووضع حلول علمية لاستعادة رونق الأخلاق ومكارمها..

 

أهمية العلم

 

لست أرى طريقًا غير العلم والبحث العلمي لكشف غمة التراجع، ووقف هذا الانحدار الخلقي الذي نلمس آثاره قوية بل مدوية تموج بها صفحات التواصل الاجتماعي التي تكشف إلى حد انحدر الذوق المصري.. وإلى أي حد يجري تشويه عقول الصغار بما يجري ترويجه من أغاني المهرجانات وسوء ما تغرسه في النفوس وما تصنعه بالعقول.. أهذه هي ذائقة شعبنا الذي أفرز عمالقة الغناء والثقافة والأدب ورواد النهضة والتحديث الذين يشار لهم بالبنان؟!

 

لا أجد طريقًا غير العلم يمكن أن يعيدنا لجادة الصواب.. ولن نتغير للأفضل إلا إذا آمنا جميعًا بأهمية العلم وضرورته في حياة الشعوب.. ثمة ظواهر اجتماعية سلبية كثيرة ما كان لها أن تحدث في حضرة مجتمع العلم والمعرفة.. إنفاق مليارات الجنيهات سنويًا على الدجل والخرافة والشعوذة، أو على الرغي في الهواتف بلا طائل أو على التدخين والإدمان الذي يتفنن تجار السموم في تدمير عقول أبنائنا من خلال ما يستحدثونه من مواد سامة وآخر ما يطلق عليه الشابو الذي يدمر العقل ويورث متعاطيه حالة مزاجية حادة تدفعه للقتل والفتك بمن يلقاه في الطريق كما حدث في جريمة الإسماعيلية..

 

 

أليس ذلك الانحراف وتلك الجرائم البشعة نتاجًا لغياب العلم والوعي والتفكير السليم.. ألا يدفع المجتمع كله ثمن هذا التهاون.. أليس وجود إرهابيين ومتطرفين بيننا نتاج تعليم متهافت وتفكير مغلق وتراجع لدور الأسرة ومؤسسات التعليم كافة.. ناهيك عن غياب دور الأحزاب وقوى المجتمع المدني والإعلام الرشيد الهادف.. أليس شيوع الأنانية والسلبية نتاج نشأة غير سوية وتنشئة بلا ضمير ولا رؤية ولا وازع ديني؟!

الجريدة الرسمية