رئيس التحرير
عصام كامل

فاتن أحمد تكتب: مو صلاح.. وطريق العالمية

فاتن أحمد
فاتن أحمد

"مو صلاح" اسم تندرج تحته كل معاني المحبة والأخلاق، والذي استطاع أن يكتب إسمه في كتاب التاريخ الرياضي بأحرف من ذهب، قبل أن يسطر بأرجله التي يلعب بها، فلم تعرف الكرة المصرية نجما على مدى تاريخها بحجم ما وصل إليه، فخرج من رحم الكرة المصرية العديد من النجوم البارزين في الوسط المحلي والإقليمي بل والعالمي، والذين كانت لديهم موهبة كبيرة في أشهر لعبة على مستوى العالم، ولكن لم يحققوا هذا الإنجاز الكبير الذي حققه الفرعون الصغير " محمد صلاح".

استطاع في وقت وجيز أن يحدث نقلة هائلة من اللعب في شوارع بلدته نجريج مع أصدقائه إلى نادي من أعرق الأندية الأوروبية، حيث عمالقة الكرة العالمية، ووصل لذلك في فترة لم تتعدى الـ13 عاما، وذلك لعدة أسباب نعرف بعضها وقد لا نعرف الآخر، وذلك لتمتعه بعدة جوانب مهنية ونفسية وأخلاقية أهلته لأن يجتاز العديد من العقبات بطريقة لم يتوقعها أحد.

بدأ محمد صلاح مسيرته في مجال كرة القدم من نادي المقاولون العرب، في عام 2010، وتدرج في ذلك إلى ان وصل لعالم الاحتراف فى نادى بازل السويسرى مما جعله نجما ساطعا فى سماء الكرة العالمية، ينافس بل ويضاهي العديد من نجوم العالم، تحدث عنه خبراء اللعبة، مما جعل العديد من الأندية تتنافس لضمه إلى صفوفها، أصبح هداف الدورى الإنجليزى وكان مثالا يحتذى به للأجيال الصغيرة، ووصلت درجة حبه إلى أن يدافع عن العرب والمسلمين بأخلاقه وسماحته في المعاملة وتواضعه الكبير وإحساسه بالفقراء والمحتاجين في بلده، محاولا بشتى السبل تقديم وسائل المساعدة لهم، حتى صار نجما في أوروبا بأكملها قبل أن يكون في وطنه.

ظهر محمد صلاح في ظاهرة استثنائية خلال السنوات الأخيرة، لم يخطر  على بال أحد كيف ظهر على الساحة العالمية في هذه الفترة الوجيزة، وما هى الأسباب التي جعلته يخطف قلوب الجميع في المشرق والمغرب، حتى مع تعلق القلوب بنجوم موهوبين في الكرة على مر السنين، إلا أن الأسطورة المصري الذى انتقل من لعب الكرة  فى شوارع  قرية بمحافظة الغربية إلى اعتلائه قمة الأندية الأوروبية واللعب في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي، وتحول إلى بطل قومى وعالمي تتجمع حوله قلوب المصريين وتملأ صوره الشوارع والميادين والطرق وشاشات التليفزيون.

حين ترى وجه محمد صلاح، أول وأقوى ما يشدك إليه نظرة عينيه، واليقظة والطموح الجاد، والإصرار والطيبة فى الوقت ذاته مع ابتسامته الهادئة المطمئنة التى تشع نورا أسطوريا فى وجهه الريفى البسيط، وعلى الرغم من التزامه وانضباطه وجديته إلا أنه لم يحرم نفسه من إطلاق شعر رأسه وشعر لحيته فى مظهر شبابى عصرى أقرب للروشنة والتحرر، وكأنه يوازن بين جوهره ومظهره، أو بين الظل والقناع، أو بين الأصالة والمعاصرة.

وكأنه فى حالة تصالح مع ذاته ومع سائر مكوناته النفسية، وينعكس كل هذا فى ملامح وجهه المليئة بالرضى والطمأنينة والسلام، وفى ابتسامته المضيئة التى تملأ وجهه السعيد المطمئن، والسبب فيما وصل إليه محمد صلاح هو أسرته البسيطة والأم المصرية التى كدحت في تربيته ربت والوالد  المكافح  ويسعى لتوفير لقمة عيش تستره وأبنائه لتربيتهم تربية سليمة تقوم على الأخلاق والتواضع واحترام الغير، حتى خرج نجما فى حجم محمد صلاح قدوة لكل شبابنا فى الأخلاق الطيبة والتواضع قبل الموهبة وهى رسالة لكل أسرة مصرية أن التربية قبل الموهبة فى إعداد الأبطال، وهذا أكبر دليل ليكون مناصرا لدينه ووطنه في دول كل يصدر إليها تشويه وازدراء بالعرب ودينهم.

الجريدة الرسمية