رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا ترفض الإخوان قيم التمدن والحياة المدنية؟

شعار الإخوان
شعار الإخوان

لا تعرف التيارات الدينية والإخوان على رأسها كيفية العيش في بيئات متسامحة، تغلب المدنية والحياة العصرية على اختياراتها، لهذا تقاوم كل مظاهر ‏التمدن، وترفض بكل قوة أي فكرة يمكن إضافتها للواقع من الخبرة الإنسانية العالمية، بدعوى التغريب وتهديد القيم الإسلامية، والقضاء ‏على وحدة الامة وهويتها التاريخية. ‏


وقال الدكتور عبد الله الجسمي، أستاذ الفلسفة والكاتب في شئون الجماعات الإسلامية، إن هناك ضرورة للتنسيق الجماعي ‏بين ‏الدول العربية، لإحباط محاولات بعض التنظيمات الإرهابية إعادة تنظيم نفسها بعد أن ظهرت في عدد من البلدان مرة أخرى. ‏


وأشار الجسمي إلى أن مواجهة التنظيمات الإرهابية يجب ألا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يجب أن يمتد إلى معالجة ‏الأسباب ‏التي تدفع الشباب للتوجه إليها، فشعوب دول مجلس التعاون يتمتع معظمها بأوضاع مالية جيدة والبطالة لديها ‏محدودة، ولها ‏أنظمة سياسية مستقرة، وهذه ‏عوامل لا تقود إلى التطرف أو التعصب.‏


وأكد الكاتب ضرورة مواجهة التعصب الطائفي وقوى الإسلام السياسي، خصوصًا التي تدعي الاعتدال مثل الإخوان، ‏وبعض الاتجاهات السلفيَّة، مردفا: الإسلام السياسي جزء من منظومة كبرى مسؤولة عن انتشار التعصب ‏والتطرف وتهيئة ‏الأرضيّة المساعدة لتحول العديد من الأفراد إلى التنظيمات الإرهابية ‏تيجة لخطابها الإقصائي، وطرحها ‏السياسي المؤدلج للدين.‏


وأضاف: يقتضي ذلك نشر قيم ثقافية تدعو إلى التسامح والتعايش والحوار وتعزيز التفكير العقلاني، ونبذ التعصب، ‏وتطوير ‏التعليم، وبناء إنسان حضاري مدني، ومعالجة جذرية لظاهرة الإسلام السياسي.

 

‏والإسلام هو دين التسامح والعزة والعدل والإنصاف، ونص على ذلك في قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، فأمر الله عز وجل بالقسط مع غير المسلمين المسالمين، ومن هنا يظهر لنا التسامح، وأنه دين يجمع الناس، وليس دين التخريب والفساد كما يفعل البعض تحت مسمى الإسلام.

 

وكما جاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يُحرم الرفق يحرم الخير» و«إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه»، وحتى في الجدال مع المخالف.

 

الجريدة الرسمية