رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يفعل الإخوان الشيء ونقيضه من أجل الوصول للسلطة؟ ‏

قادة الإخوان
قادة الإخوان

تعتبر الشعوب العربية، الوصول للسلطة لحظة مناسبة لكشف الحقائق والنوايا الأصلية من مشروع الحكم، بعد أن جرى الصراع ‏كثيرا من أجل الوصول إليه، ولهذا تكافح وتقاوم وصول الإسلاميين والإخوان تحديدا للسلطة مرة آخرى، بعد أن أظهروا موقفا ‏مبدئيا من الديمقراطية لا يناسب الجميع، ولا يتيح كل الفرص إلا للتيار الديني وأنصاره.‏


موقف مبدئي من الديمقراطية

يقول بابكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان لها موقف مبدئي من ‏الديمقراطية حاولت إخفائه منذ ظهورها على سطح الحياة السياسية بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة،  مؤكدا ‏أنهم رغم مشاركتهم في الحياة الحزبية إلا أنهم على قناعة بأن الحزبية تفسد على الناس حياتهم. ‏


أوضح فيصل أن الإخوان تتبنى الفكرة الديمقراطية في الظاهر وعلى الورق فقط، كوسيلة مؤقتة للوصول للسلطة، وبعد ذلك تكشف عن الوجه الحقيقي،  ‏كما فعل ‏هتلر وحزبه النازي بعد السيطرة على الحكم عبر الانتخابات في ألمانيا.‏

 

نشر الأسلمة في قطاعات الدولة 

وأضاف: من يراقب أدبيان الإخوانية، سيتأكد أنهم بمجرد وصولهم إلى الحكم، يبدأون مباشرة في نشر الأسلمة بكل قطاعات ‏الدولة، ‏لافتا إلى أن إخوان السودان أول من عملوا بنصيحة القرضاوي وأردوا نشر دعوتهم في الجيش السوداني.‏


تابع: بدأو في زرع خلاياهم داخل الجيش منذ السبعينات، وظل الوصول للسلطة هو الهدف التي سعوا إليه على ‏الدوام، ونجحوا ‏جزئيا لكن في خاتمة المطاف فشل مشروعهم الفكري، بعدما عجزوا عن استيعاب سنة التاريخ.‏


أضاف: أدت ‏السيطرة المطلقة على الجماعة والمسارعة في الحشد لمشروع "التمكين" إلى إبراز نقاط الضعف في قدراتهم الفكرية ‏والثقافية، ومعرفتهم ‏بتجارب الحكم في التاريخ.‏


أشار الباحث إلى أن السلطة بطبيعتها تخلق منظومات مختلفة من المصالح المتشابكة وتؤدي لبروز مراكز قوى جديدة لم ‏تكن ‏معروفة في المرحلة السابقة.‏


استكمل: هذه المراكز لا تحركها الأفكار والمبادئ بالضرورة، ولهذا بعد أن جرب الإسلاميون مذاق السلطة  ‏كان أول من انقلب ‏عليهم أقرب تلاميذهم "البشير ورجاله" الذي أزاح حسن الترابي بعد أن جاء به.‏

 


واختتم حديثه قائلا: حكم الإسلاميين أثبت أنهم إناس مضطربي الفكر، يقولون الشيء ويفعلون نقيضه.  ‏
 

الجريدة الرسمية