رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تستمر بعض الدول الغربية في التعاطف مع الإسلام السياسي؟

تظاهرات التيارات
تظاهرات التيارات الدينية

رغم كل الأزمات التي تسببت فيها تيارات الإسلام السياسي للبلدان الغربية، من شيوع التطرف للتحريض على هدم منظومة القيم الأوروبية، ‏وتحريض المهاجرين على عدم التفاعل معها، بجانب تشجيعهم على كسر القانون وعدم احترامه وهي من الكبائر عند الغرب، إلا أن ‏بعض الدول مازالت تقدم الدعم لتيارات الإسلام السياسي وتحتضن عناصره وقياداته. ‏

أفكار خاطئة عن الإسلاميين 

يقول وائل صالح، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن هناك بعض التعاطف من المجتمع العلمي والأكاديمي ‏الغربي ‏مع الإسلام السياسي والتيار الديني، مؤكدًا أن هذا التعاطف مؤسس منذ عقود على أفكار خاطئة عن جماعة الإخوان ‏الإرهابية على ‏وجه التحديد، بسبب علاقاتها معهم.‏

ولفت الباحث أن تعدد الرؤى في توصيف قضية التكفير، والهدف الأساسي للمشروع الديني، أحد أسباب هذه المشكلة، لافتا إلى ‏أنهم ‏يقارنون بين الإسلاميين وحركات لاهوت التحرير ذات التوجه المدني، التي وقفت مع الفقراء في دول مسيحية مثل ‏أمريكا ‏اللاتينيّة.‏

وأضاف: يزعم الباحثون في الغرب أن طبيعة المجتمعات في المنطقة العربية ودول الشرق الأوسط تقدم فكرًا رجعيًا في التعامل ‏مع ‏الحركات الدينية، مؤكدا عدم صحة هذه المزاعم فالإسلاميون ينتقدون الغرب والحداثة ويدمرون أهدافها في المنطقة، ‏ولايقبلون ‏التعددية ويعملون دائما على تشويه المخالفين لهم. ‏

وأكد الباحث أن واحدا من الأخطاء التي يقع فيها الباحثون الغربيون هي اعتبار الإسلاميين الوجه الحقيقي للإسلام، ‏ويتجاهلون ‏تيارات أخرى رافضة كليا للإسلاميين مثل الصوفية وتيارات التجديد الإسلامي وغيرها. ‏

مشكلة العام والخاص 

وأشار صالح إلى أن وجود اعتقاد في صعوبة فصل الدين عن السياسة، واعتباره ليس موجودا في الإسلام، ويمثل ‏خصوصية ‏مسيحية، ولهذا يتعاطفون مع الإخوان والإسلاميين عموما.‏

وأوضح أنهم يتجاهلون التسليم بأن التطورات التي نشأت على المجتمع ‏الغربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا هي التي قادت إلى ‏المجتمع الحديث، ولم يكن ذلك سائدا من قبل، وبالتالي كل المجتمعات ‏قابلة للتحضر والمدنية  بشرط تأهيلها لذلك، وبطريقة تعكس ‏خصوصيتها الثقافيّة والحضارية.‏

واستكمل: هذه الرؤية تجعل قطاعا من الأكاديميين يقعون في فخ تبييض وجه الإسلاميين، وينزعون عنهم الجنوح للعنف، ‏ويعتبرون ‏أن  نمط التديّن المنغلق والمتشدّد الذي يتربى عليه أعضاء هذه الجماعات يمكن أن يحل بإدماجهم في المجتمع، وليس ‏إبعادهم عنه،  ويحصرون أسباب عنف هذه الحركات فقط في التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ‏

واختتم: الإسلام ليس هو الإسلام السياسي الذي تقدمه التيارات الدينية للعالم. ‏

الجريدة الرسمية