رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا أصبحت تيارات الإسلام السياسي خارج حسابات المنطقة ‏

الدين والسياسة
الدين والسياسة

لا تراجع تيارات الإسلام السياسي مبادئها وأفكارها أبدا، فأصبح يضيق بها حتى من هم داخل صفوفها، سواء خرجوا منها أو اكتفوا ‏بالضجر و"الضرب تحت الحزام" كلما كانت الفرصة مواتية على أمل الإصلاح، وبحث المشكلات التي قادتهم إلى المصير الحالي من ‏الطرد والملاحقة الأمنية والتهميش الكامل. ‏

يسمون أنفسهم إسلاميين دون أدلة 

فراس أبو هلال، الباحث المقرب من التيار الإسلامي، جماعات الإسلام السياسي، يرى أن تيارات الإسلام السياسي لم تنتج فكر ‏أو ‏نظرية للتطبيقات التي يمارسونها أو مارسوها خلال السنوات العشر الماضية، ومع ذلك ما زالوا يسمون أنفسهم إسلاميين.‏
وأوضح أبو هلال أن الكثير من الإسلاميين العرب تحولوا بفعل انتكاساتهم في الربيع العربي إلى العمل وكأنهم منسوبين ‏لأحزاب ‏علمانية، وباتوا يعتقدون أن السياسة هي التنازل عن كل ما كان يسمى ثوابت ومبادئ. ‏

وأضاف: قد تكون هذه هي النتيجة المنطقية لتجربتهم السياسية، لافتا إلى أن تجربة العشر سنوات الأخيرة لم تنتج حتى الآن ‏أي ‏نظريات متماسكة من قبل الإسلاميين تؤهلهم للحكم، ولهذا تشكل ممارسات الإسلاميين حتى الآن صدمات كبيرة عند ‏مؤيديها ‏وكوادرها من جهة، وتمثل إشكالية كبرى أيضا في إصرار الإسلاميين على تسمية أنفسهم بهذا الاسم من جهة أخرى.‏

وتسبب صعود الإسلاميين بعد نجاح ثورات الربيع العربي في حالة من الاستقطاب المجتمعي بالعديد من الدول، وتصدر ‏الفكر ‏الجهادي مشهد حركات الإسلام السياسي بعد أن استخدموا العنف الشديد للسيطرة على الحياة السياسية بالعديد من الدول، ‏الأمر ‏الذي تسبب في هزة عنيفة لأفكارهم، بعدما تأكدت أطياف واسعة من الجماهير صعوبة التوفيق بين الإسلام السياسي ‏ومقتضيات ‏العصر الحديث. ‏

وشكلت انتكاسات الإسلام السياسي في كل البلدان العربية أزمة كبيرة وخاصة لجماعة الإخوان التي أصبحت محظورة كما ‏صنفت ‏منظمةّ إرهابية في العديد من الدول العربية الأكثر نفوذًا وعلى رأسهم مصر.‏

في المقابل خسرت الأذرع الإخوانية معاركها ‏السياسية في كل البلدان التي استمرت الجماعة فيها ضمن عناصر المشهد السياسي ‏وخاصة حركة النهضة التونسية، التي كانت ‏تعتبر في نظر الكثيرين الحركة الإسلامية الأكثر تطورًا في الفكر السياسي بالمنطقة. 

الجريدة الرسمية