رئيس التحرير
عصام كامل

كيف كان قدماء المصريون يحتفلون بالأعياد في طريق المواكب المقدسة؟.. الآثار تجيب

طريق الكباش
طريق الكباش

تفتتح وزارة السياحة والآثار، في تمام الساعة الـ 7.30 من مساء اليوم الخميس، طريق المواكب المقدسة والمعروف بـ طريق الكباش بعد انتهاء عمليات تطوير. 


ويبلغ طول الطريق 2750 مترًا، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية، وهو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك. 


احتفالا طريق الكباش

وأكد الباحث الأثري أحمد عامر، أن احتفالات الملوك قديما بعيد الأوبت والأعياد والمناسبات مرورًا بطريق الكباش، كانت تبدأ من "قدس الأقداس" بمعبد الكرنك، حيث يوجد تمثال الإله "آمون"، وهناك يتقدم الملك الصلوات أمام الإله، ليتم وضع التمثال في الزورق المقدس الذى يطلق عليه "أوسر حات"، والمميز بوجود "رأس كبش" في مقدمة ومؤخرة الزورق، ويتم إخفاء التمثال عن الأعين خلال الموكب، احتراما لقدسيته وفقا للمعتقد المصرى القديم. 

 

وأضاف أحمد عامر، أن الكهنة حليقي الرؤوس كانوا يخرجون حاملين الزورق على أكتافهم من قدس أقداس معبد الكرنك، وذلك عبر طريقين رئيسيين، إما عبر طريق نهر النيل، أو عن طريق المواكب الكبرى بريا، ويتقدم المشهد كهنة يرتدون عباءات من جلد الفهد، ويسيرون بمحاذاة كل زورق، لتلبية احتياجات الآلهة، وأمام كل زورق يظهر كاهن يحرق البخور وكاهن آخر يرش الحليب، وعلى طول مسار الرحلة.

 

معبد الأقصر

 

وأشار إلي أن الاحتفالات كانت تقام بمشاركة الجنود على عرباتهم الحربية، ومعهم حملة الأعلام والشعارات الملكية والموسيقيون وعازفو الأبواق والطبول والراقصون، وكل ذلك بمشاركة الجماهير من أبناء الشعب، وتصل الاحتفالات ذروتها بالإقتراب من ميناء "معبد الأقصر"، فتبدأ مراسم ذبح الأضاحى، التى يتم تقديمها كقرابين للألهة، وتوزيعها على المشاركين فى الاحتفال، وكانت الاحتفالات في عهد الأسرة الثامنة عشر تتواصل إحدي عشر يوما، وزادت المدة حتى 27 يوما فى عهد الأسرة العشرين.


تشييد طريق الكباش
 

وتعود فكرة تشييد طريق الكباش قديما لتشهد احتفالات بعيد الأوبت والأعياد والمناسبات وتتويج الملوك من معابد الكرنك للأقصر سنويًا، ويضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2700 متر من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش، ولكن الموجود حاليًا من كافة تلك الكباش نحو 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقى الكباش عبارة عن بقايا تدمرت في العصور التي أعقبت العصور الفرعونية. 

 

عيد الأوبت

ويرجع بناء طريق الكباش الي الملك "أمنحتب الثالث" من الأسرة الثامنة عشر، الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك "نختنبو الأول" مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية، ويرجع ظهور الكبش كحيوان مقدس إلى عصور ما قبل التاريخ، وكانت بداية ظهوره على هيئة صلايات صخرية منقوش عليها هيئة الكبش، والكبش في الطريق يرمز للإله "آمون"، وقد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر" "WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه.


الأهمية التاريخية لعيد الأوبت

 

وكان لـ"عيد الأوبت" أهمية في تاريخ مصر القديمة حيث أن مهرجان "الأوبت" أو "الإبت" هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في "طيبة" الأقصر حاليا في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث "طيبة" المقدس "آمون" و"موت" و"خونسو" يتم إخفائهم بعيد عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد "آمون" في "الكرنك" إلى معبد "الأقصر" في رحلة تمتد لأكثر من 2كم، وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء "آمون -رع" وزوجته "موت"، وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال "الأوبت" وعادة ما يتضمن إحتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك، إن المصدر الرئيسي لاحتفال "الأوبت" هو الجداران الشرقى والغربى ببهو الأعمدة العظيم بـ "معبد الأقصر"، ويعودان إلى عهد الملك "توت عنخ آمون".

 

ويشرح الجداران تفاصيل الإحتفال ب "عيد الأوبت"، ويضاف إلى ذلك بعض النقوش التى تم العثور عليها فى "معبد الإله خنسو" بمنطقة معابد "الكرنك"، وكذلك بعض المشاهد التى سجلها فنانين الملكة "حتشبسوت" بالمقصورة الحمراء بمعابد "الكرنك"، ويضاف إلى ذلك بعض رسومات ب "معبد الرامسيوم"، ومعبد "مدينة هابو"، وكذلك بعض الكتابات والمناظر فى "مقابر النبلاء" بالبر الغربى، وجرى توثيق النقوش بصالة الأعمدة بمعبد الأقصر، والتى شيدها الملك "أمنحتب الثالث" مسيرة احتفالات "الأوبت".

الجريدة الرسمية