رئيس التحرير
عصام كامل

فن الهروب إلى الأمام.. الإخوان تتجاهل انقلاب التنظيم وتتفرغ لمياه الأمطار ‏

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

تتقن جماعة الإخوان دائمًا فن الهروب إلى الأمام، تتخلص من مشكلاتها باختراع مشكلات في ناحية أخرى، وبدلًا من حل أزمتها ‏المستعصية وأزمة الانقلاب على القائم بأعمال المرشد، والجبهة التي استولت على الدعم والتمويل ومنحت نفسها الشرعية لإعلان ‏عزل إبراهيم منير وتجريده من صلاحياته، تحاول الآن التشهير بالدولة في أزمة مياه الأمطار.

 

مشكلة الأمطار في الإسكندرية 

خصصت الإخوان مساحة تغطية كبيرة في منصاتها الإلكترونية والفضائيات التابعة لها لمشكلة الأمطار في البلاد للتدليل على فشل كل الاستراتيجيات التي وضعت للتعامل مع مياه الأمطار وخاصة في الإسكندرية، مع أن حكم الجماعة أحد الأسباب التي خلقت هذه المشكلة، حيث تسبب فشلهم في التصدي لظاهرة البناء المخالف في ‏المدينة، رغم سيطرتهم على كل الملفات وجميع المواقع التنفيذية والتشريعية، محافظين، ووزراء، والرئاسة، والبرلمان، ومجلس الشورى. ‏


محيي عيسى، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، هاجم الصف الإخواني وقياداته على خلفية محاولة تشويه كل شيء ‏في البلاد مهما كانت جودته وعظمته بداية من  موكب نقل المومياوات الملكية، ونهاية بالمشروعات القومية.  ‏


وقال عيسى إنهم يخلطون في كل شيء ويختلفون على كل شيء بما في ذلك الوطن، الذين يتمنون أن تطوله الكوارث وتحرقه عن ‏آخره.  ‏


لفت عيسى إلى أن طريقة الإخوان في التعامل مع الأحداث ينبئ عن أمراض نفسية أصابت القلوب فجمعت بين التضخيم والتشفى ‏مردفا: يتعاملون ببلاهة وسذاجة متناهية، مؤكدا أنهم يعتبرون أن الجمود والتحريض ثباتا على الموقف. ‏


ويهاجم القيادي المنشق قيادات الجماعة بشكل منتظم، ويعتبر جمود التنظيم وعدم رغبته في التغيير حتى وهو ينازع الموت، أمر ‏يعود إلى ثغرات داخل أدبيات الجماعة التي تتمسك حتى الآن بالسمع والطاعة ولاتريد التنازل عنه باعتباره أخطر أدبيات التنظيم.‏


لا تسلم عقلك

وسبق لعيسى محاولة تحريض الصف على التمرد قائلًا: لا تسلم عقلك لغيرك فيسوقك كما تساق الخراف وربما يضعك فى الحظيرة ‏فى انتظار الذبح، كن إضافة ولا تكن عبئا فلله خلق البشر وجعلهم فى منظومة بشرية يخدم بعضها بعضا بل سخر بعضهم لبعض ‏ليكمل أحدهما الآخر.‏


استكمل: الفرد هو اضافة للمجموع وليس عالة عليها، وهناك أسباب تمنع هذه الإضافة وتحول الفرد إلى عبء على المجموع لا ‏إضافة له ولعل من أهم أسبابها هو الإعاقة، مردفا:‏


‏"ليس المقصود إعاقة البدن فكم من ذوى الاحتياجات الخاصة مبدعون فى كل المجالات، لكن ما نقصده هو الإعاقة العقلية ‏والفكرية، وأن تسلم عقلك وفكرك لغيرك فتعيش منقادًا تابعًا لا قائدًا ولا حتى ندا".‏


استطرد عيسى: أسباب هذا التسليم العقلى للغير تارة يكون تحت بند الثقة وتارة يكون تحت بند السمع والطاعة واخرى تكون بسبب ‏الانبهار بالقائد الفذ العبقري والزعيم الأوحد فكل ما يراه صحيحًا، وكل ما يفعله حقا، وكم من أمم هلكت بسبب هذا الانبهار، ‏فالتسليم والانقياد بعد تسليم.‏


صراع جبهات الإخوان ‏

وكانت الأيام الماضية شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏


تجريد محمود حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

‏ ‏

مصادر تمويل الجماعة

وعلى جانب آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

 

‏ ‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

 

وبعد رفض القيادات المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.‏


لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من ‏الطرفين.‏

الجريدة الرسمية