الذكرى الثالثة لرحيل حمدي قنديل.. أجرأ قلم رصاص عربي

مذيع تليفزيونى ناجح.. ترك بصمة كبيرة في تاريخ المذيعين، وصاحب صوت وطلة مميزة وبرامج قوية ناجحة، اشتهر حمدى قنديل ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2018 ـ بالخلق الرفيع والهدوء الواثق من نفسه، وصل إلى مرحلة عليا فى النجاح وأصبح من ألمع المذيعين.

ولد حمدى قنديل عام 1936.. درس بكلية طب القصر العينى بناء على رغبة والده، وأسس مجلة الكلية التي انتقد فيها سياسة الجامعة، وبعد تخرجه حصل على دبلوم الصحافة، ثم تتلمذ على يد مصطفى وعلي أمين في “أخبار اليوم”، فأصبح محررا بمجلة “آخر ساعة” للرد على رسائل القراء مقابل 15 جنيه شهريا، ثم انتقل إلى مجلة التحرير.

عشت مرتين 

يقدم المذيع حمدى قنديل نفسه في مقدمة مذكراته التي نشرها بعنوان "عشت مرتين “، ويقول: سوف أتحدث عن تجربتي دون أن أنزلق إلى إعطاء الدروس، لن أروى من الوقائع إلا ما رأيته بعيني أو سمعته بأذني، ولن أعمد إلى تبييض صفحتي أو تلويث خصومي لي.. بالطبع أصدقاء طوقتهم دوامة الزمن، كما أن هناك من اختاروا أن يعادوني لأنني أخالفهم الرأي، لكنني أرجو أن أكون منصفًا لأصدقائي، عادلًا مع غرمائي، إذ ليس في نيتي الانتقام، وليست لدي رغبة عارمة في تسجيل هدف في مرمى أحد.. يعرف رفاقي أنني قابض على قناعاتي حتى لو اشتعلت جمرا، لكنهم يعرفون جيدا أنني لا أميل للعراك، كما أنني دون أدعاء لا أود أو أعمد للإساءة إلى أحد، إلا إذا كان في قول الحقيقة مايسيء”.

وعلى مر ستين عاما في العمل الصحفى والإذاعى منذ عمل حمدى قنديل بالتليفزيون عام 1961، قدم عدة برامج مازالت علامة في تاريخ التليفزيون بدأها ببرنامج "أقوال الصحف".. توقف بعد الحلقة الخامسة بسبب خبر أّذاعه عن الرئيس عبد الناصر، ولما علم الرئيس بالأمر أعاد إذاعة البرنامج ليقدمه على مدى 8 سنوات بالقناة الأولى.
عين مديرا للإذاعات العربية عام 1971 ثم تخصص فى الإعلام الدولى بمنظمة اليونسكو.

رئيس التحرير 

وفى عام 2003، قدم حمدى قنديل برنامج "رئيس التحرير"، وكان برنامجا سياسيا انتقد فيه سياسات الدول العربية في مواقفها ضد القضية الفلسطينية فتم وقف البرنامج، فقدم من دبى برنامج "قلم رصاص" الذى نال شهرة واسعة على مستوى الوطن العربى، وبعد خمس سنوات نجاح توقف البرنامج.

مذيع شجاع.. مقدم برامج ياباني يقرأ النشرة أثناء الزلزال | فيديو

طارق قنديل يتقدم بأوراق ترشحه لانتخابات الأهلي

شارك حمدى قنديل فى تأسيس قنوات “إم بى سى”، ولخلاف سياسى بينه وبين الإدارة غادر القناة بعد ثلاثة أشهر من بدء العمل، ثم انتقل إلى العمل بشبكة راديو وتليفزيون العرب “إيه آرت تى”، لكنه غادر بسبب خلافه مع وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط.
كان أحد أعلام ثورة 25 يناير، وعندما تولى الاخوان كان أول المؤيدين لمحمد مرسى لكنه بعد توليه الحكم اعترض عليه.

حوارات الإخوان 

كان قنديل صاحب سبق صحفي في إجراء حوارات مع الإخوان في السجن الحربى، وأذيع عدد منها في التليفزيون، وهي لقاءات تحدثت عنها العديد من المذكرات الشخصية لقيادات الإخوان، ووصفها الإعلامي الراحل بالأكاذيب، رغم اعترافه بارتكابه خطأ مهني وأخلاقي باستجوابهم وهم في السجون، واعتذر عن ذلك علنًا.

لاتصالح مع الإخوان 

وكتب عن تلك الفترة في مذكراته "عشت مرتين"، يقول: مرسي نكث بمعظم تعهداته لهم بالعمل على تأسيس دولة مدنية حديثة، وانساق وراء الجماعة، وتغافل عن تمكينها من مفاصل الدولة، وسكت على اعتدائها على المتظاهرين في التحرير، واعتدائها على المعتصمين في الاتحادية، خدعوا الجميع وفشلوا في مواجهة الأزمات واحدة بعد أخرى، حتى وصلت القوى المدنية إلى النهاية المحتومة ولذلك فلا مجال للتصالح مع الإخوان.
تزوج من الفنانة المعتزلة نجلاء فتحي.. أصيب بالاكتئاب بسبب الأوضاع فى مصر بعد الإخوان، ثم رحل عن عمر 82 عاما.