رئيس التحرير
عصام كامل

على هذه الأرض ما يستحق الحياة


هدوء في التحرير.. تزايد أعداد المتظاهرين في "إشارة رابعة العدوية".. قناة "الجزيرة" تكتب "الرئيس المعزول" وبعد تزايد الحشود – وفقا لرؤيتها- تقول "مرسي"، القنوات الفضائية الأخرى فشلت في الوصول لمحيط رابعة العدوية، المعتصمون هناك لا يريدون الإعلام الكافر الفاجر الزنديق، كوبرى أكتوبر يمتلئ عن آخره بالإخوان، زجاجات "المولوتوف الحارقة"، رصاصات "الخرطوش" الجيدة الصنع والتصويب أيضا، تلاحق الشباب الذين حاولوا الدفاع عن رمز الثورة  "ميدان التحرير"، الجماعة تريد أن "تكسر عين 30 يونيو" باحتلال ميدان التحرير، رجال أعمال يتبرعون لصندوق دعم مصر، تزايد أعداد القتلى في المواجهات بين أنصار"المعزول" والمتظاهرين، ملثمون يهاجمون قوات الجيش ويرفعون علم القاعدة، شهود عيان يؤكدون أن أنصار"المعزول" يستعينون بالنساء لتقدم الصفوف في مواجهة القوات التي ترفض بدورها التعرض للمسيرات رغم الهجمات المتتالية عليها.


ما سبق لا يتعدى كونه حصيلة ساعات قليلة في يوم من أيام "الحفاظ على الوطن"، الأنقياء قالوا كلمتهم لـ"مرسي" دون أن نسمع صوت طلقة "خرطوش" أو تنزف دماء، قالوا له "ارحل..وكفى الله المصريين شر الاقتتال"، طالبوه قبل أن يرحل بعدة أشهر أن يكون رئيسا للكل، لا يضع الجماعة في عينه، ويلقى بالبقية الباقية تحت حذائه، ذكروه بما مضى، فوضع أصابعه في أذنيه وولى وجهه شطر "المقطم" فاشتعل المقطم ورحل "بلا رجعة".

لا عجب أن تستمع إلى "كوارث مرسي "، ولا عجب أيضا أن تكتشف أن لغة "الدم" هي اللغة الوحيدة التي يتقنها عدد كبير من رموز وقيادات عناصر "المتأسلمين"، ولكن العجب كل العجب أن تكتشف فجأة أن مصير أسر كثيرة في مصر أصبح يحدده ميدان، التحرير أو رابعة العدوية، فالوالد الذي يرى أن الرئيس لم يقدم لمصر إلا مزيدا من الحزن، يجد نفسه – دون أي مقدمات – في مواجهة مع ابنه الذي يقول "دون الرقاب.. دون الرقاب"، والأم التي أعطت دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا، تجد نفسها في "غمضة عين" أصبحت، وفقا لحديث ابنتها البكر "فلول وبلطجية" اللهم إلا أن قلب الأم اختار "الوطن".

السيد الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين..أدرك تماما أن همسة صغيرة في أذن أحد تابعيك من الممكن أن تشعل مصر نارًا، وأدرك جيدا أن المئات، بل مئات الآلاف ينتظرون منك إشارة، فأنت من يمسك كل الخيوط بيده اليسرى، وفى اليمنى تحرك مسبحتك العاجية يمينا ويسارا وأنت تحصى "قتلاك وقتلانا"، لا تسبح بحمد الله، فالله نهى في كتابه العزيز عن ما تفعله أنت، ولا تذكر وصايا النبى الكريم، فأحاديث إمامك الشهيد تملأ قلبك وعقلك، لقد أشعلتها نارًا، حقا لا كذبا، قلت "أنا ومن بعدى الطوفان".. وأمثالنا لن يردوا بأسلوبك لكننا سنكتفى بأن نقول لك "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
الجريدة الرسمية