رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فرنسا تواجه خيارات محدودة للخروج من "المأزق الثلاثي" في مالي

عناصر من الجيش الفرنسي
عناصر من الجيش الفرنسي

تواجه فرنسا ”مأزقا ثلاثيا“ في مالي لا يبدو المخرج منه سهلا إلا باتباع أقلّ الحلول سوءا، أو اتباع ”مسارات خفية“ للحفاظ على نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي.

 مأزق ثلاثي 

ويقول تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، اليوم الأحد، إنّ ”الأمر كما لو أن المأزق الثلاثي الذي تجد باريس نفسها فيه – تفكك الدولة المالية وتوسع التطرف وشلل التنمية ـ يكشف كما هو الحال بالنسبة للأمريكيين في أفغانستان، الحلقة المفرغة التي تجد فيها باريس نفسها“.

وينقل التقرير عن عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في دراسة مجتمعات منطقة الساحل الأفريقي جان بيير أوليفيي دوساردان، قوله إنّ دعم الجيش الفاسد والنظام غير الشرعي قد يضفي الشرعية عليهما ويكون سببا في استدامتهما.

 ابعاد تقنية 

ويضيف دوساردان أنّ الإستراتيجيات التي وضعها خبراء أكفاء في المجال العسكري ممن يعتقدون أنهم يتقنون الأبعاد التقنية والإدارية لحل المشاكل تبدو وكأنها تتجاهل كل شيء.

 

ويعيد التقرير فتح باب المقارنة بين المأزق الذي تواجهه فرنسا في مالي، وذلك الذي واجهته الولايات المتحدة في أفغانستان.

 

ويوضح التقرير، أنّ مالي ليست أفغانستان، لم تستخدم كملاذ للإرهاب الدولي، وحكومتها على عكس النظام الأفغاني الذي أطيح به في منتصف أغسطس الماضي في كابول، لم يفرضها تدخل أجنبي، وفوق كل ذلك فإن إسلامها التقليدي السائد لا يدعو إلى التشدد.

 

ويؤكد التقرير أنه مع ذلك فإن حجم الهزيمة الأمريكية لا يمكن إلا أن يشكك في التدخل العسكري الفرنسي في مالي الذي هزته بالفعل سلسلة من الصدمات: انقلابان عسكريان في باماكو في أقل من عام؛ رئيس وزراء يتهم فرنسا ”بالتخلي عن مالي“، دولة دعت فرنسا العام 2013 إلى مساعدتها لطرد المتشددين وهي الآن تتفاوض معهم من وراء ظهر باريس، المجلس العسكري الذي يهدد بتمويل المرتزقة الروس بحجة تعويض انسحاب القوة الفرنسية ”برخان“ لكنه قبل كل شيء يسعى للحماية للبقاء في السلطة دون انتخابات“.

ويقول التقرير: ”بالنسبة لفرنسا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن استمرار القتال يستهدف صدّ تهديد إرهابي محتمل موجه ضد أوروبا من منطقة الساحل أم ظهور الإسلام السياسي القائم على الهوية للاستخدام المحلي في مواجهة النفوذ السابق للمستعمرين، وعلى رأسهم فرنسا“.

ويضيف التقرير، أنّ ”انسحاب قوة ”برخان“ يهدّد بالترويج لأسلمة السلطة في باماكو، لكن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تبرر إلى أجل غير مسمى“.

وتختتم الصحيفة الفرنسية تقريرها بالقول: ”بالنسبة لباريس، هناك فقط ”حلول أقل سوءًا“ ومسارات خفية منها الحفاظ على المساعدة، وهو أمر حيوي للسكان، مع إعادة التفكير في الآليات، بحيث يتم تصميمها وتوزيعها ليس فقط من قبل الفنيين، ولكن من خلال الاستماع في أقرب وقت ممكن لخبراء لتفسير السياقات الأفريقية“.

Advertisements
الجريدة الرسمية