ما هو ثواب الصبر على الابتلاء؟ تعرف على رد الشيخ الشعراوي
يتحدث فضيلة الشيخ متولى الشعراوى عن نتيجة الصبر على الابتلاء عند الصدمة الأولى من خلال الحديث القدسي: فيقول الحق سبحانه وتعالى في " ابن آدم، إذا صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى ثم أرض ثوابا دون الجنة " اخرجه ابن ماجة في سنته.
يفسر الحديث فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: يقول الحق تعالى في سورة الأنبياء:( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )، وكلمة “نبلو ”هنا أي نختبر، فالابتلاء هو الاختبار، والابتلاء ليس مذموما في ذاته، ولكن المذموم هو غاية الابتلاء او نتيجته فإذا نجح فيه الانسان وصبر فهو محمود، وان رسب وفشل فهو مذموم.
فالبلاء هو الاختبار باى صورة من الصور، فالطالب الذى يذاكر دروسه يكون الامتحان بالنسبة له بلاءا حسنا، ومن لم يستذكر يكون الامتحان بالنسبة له بلاءا سيئا.
اذن فالابتلاء غير مذموم على اطلاقه ولا ممدوح على اطلاقه، ولكن نتيجة الانسان فيه هل ينجح ام لا؟
اقامة الحجة
والحق سبحانه ليس في حاجة الى ان يعلم ليختبر، ولكنه يختبرنا ليكون ذلك حجة علينا، فهو يعلم ما سيحدث منا قبل ان يخلقنا، ولكنه يريد ان يقيم علينا الحجة احيانا بالابتلاء.
اذن كلنا قتنة لبعضنا البعض فالغنى والفقيرمثلا كلاهما فتنة للاخر، فالغنى اذا لم يساعد الفقير ويعطف عليه سيسب في اختبار الله له بسبب هذا الفقير، وكذلك الفقير اذا رأى ما عند الغنى نت نعم الله عليه فلا يجب ان يحسده أو يحقد عليه ولكن يجب عليه ان يقول ما شاء الله كان.
قضاء الله
والصحيح ابتلاء للمريض فهل هذا المريض الملقى على فراشه يئن من الألم حين يرى انسانا سليما صحيحا تتغير نفسه ويسخط على قدر الله ويحقد على الانسان الذى عنده الصحة، أن انه يصبر على ابتلاء الله ويرضى بقضائه ويدعو لنفسه بالشفاء ولغيره بعدم المرض.
وكذلك الصحيح يكون المريض له فتنة، لأنه هل استخدم صحته في خدمة المريض والتخفيف عنه وشعر بأن صحته نعمة عظيمة من الله وشكره عليها، أم أنه لم يفعل ؟
والخير بلاء كما أن الشر بلاء وابتلاء وحين تستخدم الخير في خدمة منهج الله تعالى وحين تصبر على الشر ولا تتمرد على قدر الله فهذا كله اختبار من الله عز وجل، ولذلك يقول الله تعالى في سورة الفجر"فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول رب أكرمن ".. وهذا هو الابتلاء بالخير.
ثم يقول تعالى " وأما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب أهانن "..وهذا هو الابتلاء بالشر، وموضع الابتلاء هنا ان هناك أناسا كثيرين عندما يعطيهم الله نعمة يقولون " ربنا اكرمنا " وعندما يسلبهم النعمة يقولون " ربنا أهاننا "،
اكرام الله
وكلاهما مخطئ، مخطئ من اعتبر النعمة اكراما من الله، ومحطئ أيضا من اعتبر سلب النعمة إهانة من الله، فالنعمة لا تكون اكراما من الله الا اذا وفقك الله في حسن التصرف فيها، ولا يكون سلب النعمة إهانة الا اذا لم يوفقك الله في أداء حق النعمة، وحق النعمة يكون بشكر المنعم.وعدم الانشغال بها عمن رزقك إياها.
اذا فالذى نظر الى المال وظن أن الغنى اكرام، ونظر الى الفقر والتضييق وظن انه إهانة.هذا الانسان لا يفطن الى الحقيقة.، والحقيقة يقولها الحق سبحانه وتعالى " كلا" أي ان هذا الظن غير صادق.
الابتلاء بالنقم
اذن هناك الابتلاء بالنعم، وهناك الابتلاء بالنقم، والابتلاء بالنقم ليرى الحق هل يصبر العبد أو لا يصبر.والمهم أن ينجح المؤمن في كل ابتلاء يبتلى به حتى يواجه الحياة صلبا قويا ولذلك يقول الله تعالى في سورة البقرة ( والذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون ).