رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا فقدت الإخوان القدرة على التواصل بين أذرعها المختلفة؟

شعار الإخوان
شعار الإخوان

منذ تدشين جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928، والأزمات تضربها واحدة تلو الhخرى، وصلت بعضها حد الانشقاق والتآمر على ‏الجماعة نفسها، لكن كانت الإخوان تخرج من كل أزمة بصلابة بسبب قدرة التنظيم على التواصل مع أذرعه المختلفة، ولم شملهم ‏جميعا، لكن هذه الميزة لم تعد كما كانت.‏ 

القيادة العليا 


تعيش الجماعة الآن أقوى تصدع تاريخي في جسد التنظيم لم تشهده من قبل، وظهر ذلك في فقدان القيادة العليا السيطرة على ‏الأجنحة المختلفة داخل التنظيم بسبب انشطار القيادة التاريخية إلى جبهتين، الأولى بقيادة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، ‏والثانية تتبع الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين.‏ 

وكل طرف يعرف على أي وتر يعزف، ومن هم أنصاره، والقوى التي يرتبط معها بمصالح ثابتة تسند ظهره في الصراع الصفري ‏المندلع الآن، إبراهيم منير يعتمد على البرلمانيين الإخوان، أعضاء آخر برلمان شاركت فيه الجماعة، وهؤلاء دخلوا في صراعات ‏طاحنة مع محمود حسين بسبب تحجيمهم وعدم السماح لهم بالتواصل المنفرد مع الجهات الداعمة للجماعة، لتنظيم فعاليات دولية ‏تسمح لهم بالتمدد خارجيا، ما يؤثر على توازن النفوذ داخل التنظيم. ‏


ويستند المرشد على الشباب الذي جرى اضطهادهم وتشريدهم في تركيا وعدة دول أخرى، بسبب تمردهم الدائم على قرارات ‏الأمين العام السابق، كما يستند منير على التنظيم الدولي الذي سيطر عليه ومراكز القوى فيها لعقود طويلة من الزمن.‏

 

حلفاء الأمين العام 


في المقابل يعتمد الأمين العام السابق ومجموعته على القيادات التاريخية داخل مصر، التي تسيطر حتى الآن على الأسر الإخوانية ‏والشعب والمحافظات، فانتصار إبراهيم منير، يعني إجراء انتخابات واستبعادهم والقدوم بآخرين، ولهذا يقفون في صف «حسين» ‏على طول الخط، كما يستند الأمين العام السابق، على قسم الأخوات الذي تسيطر عليه أبناء قيادات السجون وخاصة الشيماء ‏مرسي، إبنه محمد مرسي، التي أعلنت دعمها لمحمود حسين في مواجهة إبراهيم منير.   ‏


ويقول هاني مسهور الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان فقدت للمرة الأولى القدرة على ‏التواصل الداخلي، بعد أن انكشفت كل أورواقها، ولم تعد قادرة على استعادة أيامها الخوالي.‏


وأشار الكاتب إلى أن جميع أفرع الجماعة في المنطقة فقدت الترابط القديمة الذي ميزها لعقود من الزمن بسبب زيادة حدة ‏الخلافات والصراعا، ولهذا لم تعد ذات قيمة، مؤكدا أن الفرصة مواتية للشارع العربي لاقتلاع الجماعة وأفكارها الشريرة ‏من المنطقة على حد قوله. ‏


وتابع: يجب الاستثمار في إنشاء منصات تنوير أكثر قدرة على الإضاءة والمعرفة، فبغض النظر عن الصراعات الداخلية ‏للجماعة، فلن يُهدم المعبد إلا التنوير، فعودة الإخوان مرهونة  بالظلام وثقافة الجحور والكهوف المكتسية بالسواد. ‏


كانت الأيام الماضية شهدت صراعا داميا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل ‏جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين ‏الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، ‏القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.  ‏


تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات فردية، ‏كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ‏‏٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏

 

أنصار منير 


على الجانب الآخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد ‏كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على ‏رأسهم محمود حسين للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏


وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من ‏الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرا ‏حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة ‏والإطاحة به. ‏
 

الجريدة الرسمية