رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا ينحاز التنظيم الدولي إلى جبهة إبراهيم منير في صراعات الإخوان؟

إبراهيم منير
إبراهيم منير

على مدار الأيام الماضية، والصدامات بين القيادات التاريخية لجماعة الإخوان الإرهابية تأخذ أبعاد أخرى، حيث تتبارى كل مؤسسة في الاستعراض ‏برجالها ومساندة جبهة ضد الآخرى، مجلس الشورى منقسم على نفسه بين إبراهيم منير ومحمود حسين، بينما حسمت جبهة الشباب ‏أمرها لصالح منير، أما قسم الأخوات الذي تتزعمه الشيماء مرسي، فيقف في صالح محمود حسين. ‏

 

جبهة منير 

على المستوى الدولي، لم يكن مستغربا انحياز التنظيم الدولي للإخوان لإبراهيم منير، خاصة أنه المحرك الحقيقي لمكتب ‏لندن على مدار عقود مضت، ويمتلك علاقات قوية للغاية بكل صقور المكتب وعلى رأسهم عزام التميمي مالك قناة الحوار الإخوانية، ‏وأحد صناع سياسات التنظيم الذي ساند منير بشكل واضح ضد جبهة الإنقلاب بقيادة محمود حسين. ‏


هاجم التميمي محمود حسين، وأشاد بإجراءات منير، مؤكدا ضرورة إيجاد آليات واضحة وحاسمة تحول دون استفراد ‏شخص أو مجموعة صغيرة بالقرارات المصيرية، مطالبًا بسن آليات جديدة لمحاسبة المقصرين أو المخطئين.‏


واعترف عزام لأول مرة بما يخالف أدبيات الإخوان، مؤكدا أنه لأنه لا يوجد قيادة ربانية بين الناس، بل أي قيادة بشرية ‏وغير معصومة، وعرضة للضعف والخطأ والانحراف. ‏


وأضاف: الخليفة الأول والخليفة الثاني للمسلمين قالا: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، وكذلك ‏إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، متسائلا: إن أبو بكر وعمر يقران بأنهما ليسا معصومين ويحتاجان إلى ‏المراقبة والنصح والنقد والتصويب، فمن ذا الذي يملك بعدهما الزعم بأنه فوق المساءلة وغني عن المراقبة والتقويم؟ ‏


واختتم حديثه قائلًا: لا طاعة مرة أخرى، بلا مساءلة ومحاسبة ومشاركة.‏


كان عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، والقيادي بالجماعة أكد أن الصراع الدائر في التنظيم ‏بين ‏جبهتي ‏القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، والأمين العام السابق للجماعة محمود حسين قد يحسم خلال الفترة ‏القليلة ‏القادمة.‏


وأوضح تليمة أن الإجابة في صراع الإخوان حاليا يعتمد بشكل كبير جدًّا على ثقل الفريقين في إسطنبول، فالصراع ‏لا ‏يحسمه ‏حساب على الفيسبوك، أو صفحة على الإنترنت، أو الأكثر حضورا في الإعلام، والمؤيدين على مستوى ‏الصف ‏الإخواني.‏


وأضاف: امتلاك محمود حسين ومجموعته لحساب أو موقع، لن يحسم لهم معركتهم، بل يحسم لأي طرف من ‏الطرفين ‏إخوان ‏إسطنبول بكل مكوناتها ومؤسساتها، مردفا: إسطنبول الآن هي رأس الحربة في كل أداء الإخوان، فمنذ ‏خروج ‏القيادات من ‏قطر وإغلاق دول كالسودان أمام الإخوان، وبقية الدول الأخرى تضيق بشدة على الجماعة، وتركيا هي ‏مركز ‏الثقل لكل ‏القيادات والأفراد والمؤسسات الإخوانية.‏


وتابع: المؤشرات تقول أن معظم إسطنبول ضد ما قام به محمود حسين لسنوات طويلة، لافتا إلى أنهم ‏كانوا ‏يرفضون ‏معارضته من باب سنه لكن صارت لديهم قناعة بأنه سبب كبير في تعطيل كل شيء لحساب مصالحه ‏الضيقة، ‏والفئة الموالية ‏له.‏


قوة إسطنبول ‏

واستطرد قائلًا: سوف تنبئ الأيام المقبلة عن كم التأييد من عدمه لإجراءات القائم بأعمال المرشد، سواء على ‏المستوى ‏التنظيمي ‏والجماعي، على حد قوله. ‏


وتسيطر جبهة التمرد على المنصات الرسمية الإعلامية للجماعة، وعلى فضائية وطن الناطقة باسمها، كما ‏أصدروا ‏بيانا ‏يؤكد حصولهم على قرار من مجلس شورى الإخوان بأغلبية أعضائه بعزل منير.‏

الجريدة الرسمية