رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

غراب البين: هو انت يعنى لازم تشتم علشان تبقى ناقد؟!

غراب البين: هو انت
غراب البين: هو انت يعنى لازم تشتم علشان تبقى ناقد؟!

 

دوشة الكلاكسات فى وسط البلد بتصدعنى وتخلينى مش عارف اقف فين.. قلت ادخل شارع جانبى فلقيتنى فى شارع شامبليون.. وقفت على واحده من الشجر القديم اللى فى الشارع ونعقت نعقتين ويادوب بقول "قاق قاق" لقيت اصحاب الورش بيهشونى ويقولولى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا الفقر


رفرفت بجناحاتى بسرعة وسبتلهم أم الشارع كله ولقيتنى فى شارع "عبد الخالق ثروت" ورأيت مبنى نقابة الصحفيين وهو متغطى بقماش أخضر ممزق وحوالينه سقالات ومدخل النقابه يحسسك بالكآبة وانا طبعا بموت فى الكآبة

 

رفرفت بجناحاتى وطلعت فوق سطح المبنى وأتاريهم عاملين كافيتريا فى الروف وموجود فيها صحفيين وصحفيات ومشاريب وشيبسيهات.. فقلت لنفسى: طب معقولة وسط المشهد اللى تحت ده يوجد حياة هنا فى السطح؟

 

لقيت الصحفيين متقبلين الوضع الخايب ده ومتعايشين معاه.. "مساكين هؤلاء الصحفيين".. مبقاش لهم حس ولا رأى.. وكمان عايشين وسط السقالات وبطلوا حتى يكتبوا مقالات
 

وقفت ع السور ورميت ودانى فسمعت صحفى بيحكى لصحفية شابة زميلته عن الصحافة زمان ويوصفلها مقالاته اللى كانت تقلب الدنيا.. والبنت بتهز دماغها زى اليويو وفجاة قالتلو: أمال دا كله راح فين.. انا لا شوفتلك مقال ولا تحقيق منذ عرفتك يا استاذ؟

فقال لها: يابنتى احنا مكبوتين ومش مسموحلنا بالكلام ولا الإنتقاد.. البلد مش عايزه صحافة

فقالت له: أمال المواقع الصحفية دى كلها بتعمل إيه.. اللى عايز يكتب وينتقد بيكتب يا استاذ أنا بعرف صحفيين كتير بتنتقد اى وضع مش بيعجبها

 

فقال لها كلهم بيمثلوا علينا.. طب خلى واحد فيهم يشتم وزير كدا.. أو حتى يتكلم عن الرئيس بكلمة

 

وهنا مقدرتش استحمل أم الغباوة بتاعة البنى آدمين ووقفت على رجل واحده ورفرفت بجناحاتى وفضلت أنعق واقول قاق قاق.. فأخذ الصحفى المخضرم يهشنى ويشوح بيديه ويقول غور من هنا يا غراب البين جبتلنا الفقر

وانا كان نفسى انطق بلغتهم وأقول: انا بقيت محتار مين فينا غراب البين.. أنا ولا بعض البنى آدمين.. اللى بينشروا الإحباط والكبت وسط الناس وهما مش دريانين

مع انى انا كغراب شايف إنك ممكن تنتقد وتستعيد مكانتك وتشتغل وتلعلع بس مش لازم تشتم علشان تبقى الصحفى عنتر.. يعنى هو يا إما تشتم يا إما تقول مافيش حرية؟!.. ياخى جاتها نيلة اللى عايزه خلف!

 

غراب البين
Advertisements
الجريدة الرسمية