رئيس التحرير
عصام كامل

بديل حفتر.. سيف الإسلام القذافي مرشح الضرورة لرئاسة ليبيا

سيف الإسلام القذافى
سيف الإسلام القذافى

ناقش تقرير صحفى غربى، فرص عودة عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافى، إلى حكم ليبيا، بعد عقد على الثورة التى أطاحت به وكتبت له نهاية مأساوية، لم تكن واردة فى مخيلة أحد، مفندة عدة أسباب تجعل سيف الإسلام القذافى مرشح الضرورة لرئاسة ليبيا المتوافق عليه من دول فاعلة فى الشأن الليبي، خصوصا بعد فشل المشير خليفة حفتر فى دخول العاصمة “طرابلس”.

 

 

وقالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، إن المزاج الوطني تغير فى الشارع الليبي، وبات ينظر العديد من الليبيين إلى عهد معمر القذافي على أنه وقت استقرار مهما كانت وحشية النظام وممارسته القمعية ومهما كانت تصريحاته غريبة على المجتمع الدولى. 

 

عودة سيف الإسلام 

ورأت " إيكونوميست" أنه بعد عقد من الحرب الأهلية فى ليبيا، يبدو الآن أن سيف الإسلام القذافى قد يكون في طريقه للعودة إلى السياسة، ويعتقد بعض المراقبين أنه يستطيع التفاوض حول لوائح الاتهام التي لا يزال يواجهها في الداخل والخارج، وربما يسمح له بالتنافس في الانتخابات الرئاسية والعامة المقرر إجراؤها في 25 ديسمبر المقبل، كما يعتقد البعض الآخر أنه يمكن أن يفوز.

 

ويشير الإفراج الأخير عن نجل القذافي الأخر، الساعدي، الذي كان مسجونا في طرابلس منذ عام 2014، إلى أنه مناورة من الفصائل المسلحة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات المقبلة، ويؤكد أن عائلة القذافي لم تعد منبوذة، بحسب المجلة البريطانية.

 

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" في يوليو الماضي، التي التقت بسيف الإسلام في سجنه مايو الماضي، فإن سيف الإسلام لم يعد سجينا لكنه يعيش نصف سجين ونصف ضيف في سجن تسيطر عليها ميليشيا في الزنتان. 

 

ويصر مؤيدي سيف الإسلام القذافى على أنه يعيش بحرية وليس سجينا، وقال محمد الغدي، الذي يدير المكتب السياسي لسيف من ألمانيا: "إنه ليس قيد الإقامة الجبرية... يمكنه أن يأتي ويذهب".

 

الكلمة الأخيرة

وذكر سيف الإسلام القذافى لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن عائلة القذافي لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، مضيفا أنه أصبح الآن "رجلا حرا" ويخطط لعودة سياسية، مؤكدا أنه يريد إحياء الوحدة المفقودة في الداخل ليبيا بعد عقد من الفوضى، ولمح إلى احتمال الترشح للرئاسة.

 

وقال الغدي، إن سيف الإسلام القذافي يفكر في دخول سباق الانتخابات، وأضاف: "لا يوجد سبب يمنع القذافي من قيادة ليبيا مرة أخرى". 

 

كما ذكرت أليس جاور من شركة "أزور استراتيجي"، وهي شركة استشارية في لندن: "يأتي سيف الإسلام في وقت تحتاج فيه السياسة الليبية إلى منقذ". 

 

ووفق الصحيفة، يسعى أنصار القذافي إلى استمالة الليبيين من خلال نشر خطاب إعلامي مثير يتحدث عن أن عهده كان "العصر الذهبي للبلاد". 

 

 وترى المجلة البريطانية أنها رسالة قد يتردد صداها بين الليبيين المحبطين، فعلى الرغم من ضخ 1.2 مليون برميل من النفط يوميًا، إلا أن الكهرباء تقطع لساعات طويلة، كما أن التضخم آخذ في الارتفاع. 

 

سراب الديمقراطية

وبالنسبة لمعظم سكان ليبيا، البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة، فإن الازدهار والأمن، ناهيك عن الديمقراطية، سراب بعيد المنال.

 

وقالت المجلة البريطانية، إن الحكومة التركية ليست الوحيدة التي قد تفكر في السماح لعائلة القذافي بالعودة إلى المعركة، ربما تفكر روسيا في ما إذا كانت ستستعيد علاقاتها القديمة معها، كما أن دول عربية أخري تبحث عن بديل لقائد قوات الجيش الوطني خليفة حفتر، بعد فشله في السيطرة على طرابلس.

 

وتضيف، أنه في خضم المناورات الجيوسياسية التي تشهدها ليبيا والخلافات حول الانتخابات، وعدم قدرة أي شخص على توحيد الفصائل المتناحرة، قد يتسلل القذافيون مرة أخرى إلى المعركة.

الجريدة الرسمية