رئيس التحرير
عصام كامل

طنطاوي بطل الحرب وقاهر المؤامرة

فقدت مصر أحد أبطالها العظام، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي شارك في جميع حروبها بداية من العدوان الثلاثي 1956، حتى انتصار 6 أكتوبر، ثم حرب تحرير الكويت، وهو صاحب الفترة الأطول كوزير دفاع مصري، كما تحمل مسؤولية قيادة مصر بعد تنحي الرئيس الأسبق مبارك، في مرحلة تعد الأخطر في تاريخها، تصدى خلالها للمخاطر المحدقة بالبلد وجنبها بحكمة واقتدار رجل دولة "حرب أهلية" كان بمقدورها أن تقضي على البلد وشعبها سنوات طويلة، مثلما حدث في اليمن وسورية وليبيا.

 

 

حزن مصر الكبير لوفاة المشير طنطاوي، كان مضاعفا في أسوان، لفقدها اثنين من أبنائها أبطال الحرب في اليوم ذاته، المشير طنطاوي والصول أحمد إدريس صاحب الشيفرة النوبية، التي كان لها دور لا يستهان به في انتصار مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر، وظل أمر استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر من الأسرار العسكرية سنوات طويلة، إلى أن باح بها الصول صاحب الفكرة أحمد إدريس، عندما كرمه الرئيس السيسي، لدوره البارز في الانتصار  ويشاء القدر أن يرحل الثنائي في اليوم ذاته وهو أيضا ذكرى وفاة الزعيم البطل أحمد عرابي.

 

 بعد نحو ساعة من إعلان وفاة المشير طنطاوي، تصدر هاشتاغ باسمه "تويتر" مصر وكثير من الدول العربية، وعلى قدر الثناء على مآثره ودوره الكبير في الحروب والحفاظ على مصر من الانهيار، والدعاء له بالرحمة والمغفرة، على قدر ما أساء له الإخوان ومن على شاكلتهم من جماعات إرهابية لا تعرف قيمة الوطن ولا تعترف به وتراه حفنة من تراب كما قال منظّر العنف والإرهاب الإخواني سيد قطب!!

 

تفانى المشير طنطاوي

 

لكن جاء الإنصاف للراحل الكبير المشير طنطاوي، على لسان الرئيس السيسي، الذي أعلن براءته مما ألصقه به الإخوان زورا وبهتانا، خلال توليه حكم مصر لنحو عام ونصف في أعقاب تنحي الرئيس مبارك، وقال الرئيس السيسي: "والله هذا الرجل بريء من أي دم سواء أحداث محمد محمود، أحداث ماسبيرو، أحداث إستاد بورسعيد، المجمع العلمي.. أي أمر تم في هذه الفترة لإسقاط الدولة هو بريء منه وكل الموجودين من مسؤولين بريئين منها بشكل مباشر أو غير مباشر".

 

برأيي الشخصي كان أروع ما قاله الرئيس السيسي، صراحة إن ما حدث في 2011 مؤامرة، إذ أقسم: "والله ما كان يحدث هي مؤامرة عملها المجرمون والأشرار ولن يربحوا أبدا، وأتصور أن الأيام أثبتت الشريف المخلص الحريص على الشعب، كما أثبتت أن أي أحد آخر مهما كانت مهاراته وحنكته في التآمر والتخطيط للقتل والتخريب والتدمير لابد أن يعرف أنه لن ينجح أبدا.. الله قال أنه لن يصلح أمر المفسدين".

 

تكريم الرئيس السيسي، لدور المشير طنطاوي الوطني وحمايته مصر والعبور بها إلى بر الأمان، سواء بإعلان الحداد الرسمي في البلاد أو تنظيم جنازة عسكرية، فذلك تقديرا وعرفانا لعطائه الوطني غير المحدود، بعدما كرمه في حياته بإطلاق إسمه على أحد أهم المحاور والطرق الجديدة ومسجد يعد الأشهر والأحدث في مصر حاليا.

 

يبقى أن المشير طنطاوي، كان بمقدوره حين تنحى الرئيس مبارك، وعهد إليه بإدارة حكم مصر، أن يظل في السلطة لا يبرحها، ولم يكن ليمنعه أحدا حينها، لكنه زهد في الحكم وسار في حقل ألغام ليل نهار يفكك مؤامرات داخلية وخارجية لا تنتهي، هدفها إسقاط الدولة وتقسيمها أو إغراقها في حرب أهلية تدوم سنوات.

 

تفانى المشير طنطاوي، لخدمة مصر وشعبها وتحمل مشاق وصعوبة المرحلة الحرجة ونجح في تنظيم الانتخابات في موعدها ورفض خوضها مكتفيا بما قدمه لمصر خلال وجوده في الجيش.. رحم الله المشير طنطاوي وأسكنه جنة الخلد.

الجريدة الرسمية