رئيس التحرير
عصام كامل

مدينة عراقية تسجل أول حالة وفاة بمرض خطير

الحمى النزفية
الحمى النزفية

أعلنت خلية الأزمة في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال غربي العراق، تسجيل أول حالة وفاة بالحمى النزفية، موضحة أن المتوفي هو "جزار"، تم حجر المخالطين له.

 


ونبهت خلية الأزمة، على لسان قائم مقام الموصل زهير الأعرجي، المواطنين بضرورة شراء اللحوم المذبوحة من مذابح رسمية، تحمل ختم الجهات الصحية المعنية.


تفاصيل الحالة


وللوقوف على تفاصيل الحالة المسجلة، يقول مصدر طبي في مستشفى الموصل العراقي العام في تصريحات لـ "سكاي نيوز ": "المريض جاء لمستشفى الموصل العام الخميس الماضي، وكان يعاني من خروج أسود اللون وآلام بالمفاصل، واستقبلته الكوادر الطبية في قسم الطوارئ، وقاموا بإجراء العلاجات الأولية اللازمة، وإرسال الفحوصات المختبرية".

ويتابع: "عند تدوين المعلومات عن المريض، لم يذكر ذووه أنه كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فتم تشخيص الحالة أوليا على أنها قرحة معدية نازفة، وتم إدخاله إلى ردهة العناية المركزة".

عملية جراحية


ويضيف المصدر الطبي: "في اليوم الثاني بدأت بطن المريض تتصلب، مما يعني وجود تجمع للسوائل داخلها، لذا تقرر إخضاعه لعملية جراحية، ومع بداية فتح البطن، لوحظ وجود كمية كبيرة من الدم داخلها، وحصول نزف كبير تمت السيطرة عليه"، موضحا أنه تم سحب الدم والسوائل المتجمعة داخل البطن، ثم خرج المريض إلى الإنعاش، وبدأت حالته تتدهور وتوفي يوم الجمعة مع الأسف".

ويردف: "بعد ورود نتائج الفحوصات المختبرية، تبين أن المريض كان يعاني من الحمى النزفية، وعلى أثر ذلك تم، الأحد، الإعلان عن حالة الوفاة جراء هذه الحمى الفيروسية القاتلة".

ويضيف المصدر الطبي: "طريق العدوى الأساسي هو انتقال المرض الفيروسي من حيوان مصاب للإنسان، عن طريق الدم الملوث واللحم، وغياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة دون رقابة، ومع أن الفيروس يموت إن طبخ اللحم المصاب بشكل جيد، لكنه قد ينتقل حتى عبر دم الحيوان المصاب وليس لحمه فقط".

ويحذر المصدر من أن الفيروس ينتقل من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب أيضا.

وعن السبل الكفيلة بمنع تفشي المرض، يقول: "لو اتبعت سبل الوقاية وتفعل دور الرقابة الصحية، واتُخذت إجراءات رادعة وعقابية بحق المخالفين، من الممكن السيطرة على المرض".

من جانبه، قال مدير المستشفى البيطري في نينوى، عدي العبادي: "سجلت محافظة نينوى اليوم أول حالة وفاة بمرض الحمى النزفية لأحد الجزارين، وأثبتت التحليلات المختبرية ذلك. نوصي جميع الجزارين بالعمل وفق الشروط الصحية الوقائية، كما نوصي بارتداء القفازات الواقية عند تقطيع اللحم في المنازل، وضرورة التأكد من ختم المجزرة على اللحوم التي تشترى من الجزارين".

انتشار الفيروس


وتسود مدينة الموصل حال من القلق والتوجس من انتشار المرض المعدي، وسط مطالبات من الجهات الحكومية بتفعيل الرقابة الصحية على محال بيع اللحوم، ومنع ظاهرة نحر المواشي بطرق بدائية وفي الأماكن العامة، مما يتسبب بتلويثها ونشر الأمراض.

وقد انخفضت أسعار اللحوم بشكل ملحوظ، نتيجة تراجع الإقبال على شرائها من قبل المستهلكين، خشية تلوثها بالعدوى الفيروسية.

وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.

أعراض الحمى النزفية

وكانت قد حذرت وزارة الصحة والبيئة العراقية في يوليو الماضي، من خطورة مرض الحمى النزفية، الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويسبب الموت بنسبة 60 %، مؤكدة عدم وجود أي علاج أو لقاح له حتى الآن.

ولفتت التقارير الي أن المرض ينتشر عن طريق مخالطة الحيوانات المصابة، أو لدغات البعوض أو القراد الذي يتكاثر على جلدها، أو من يقوم بذبحها بسبب عدم استخدامه للكفوف أو الملابس والنظارات، أو عن طريق دم الأضاحي من خلال جروح أصيب بها الإنسان، أو التعرض لدم مصاب أو سوائل الجسم الأخرى.

وأوضح مدير تعزيز الصحة في الوزارة أنه ينتشر لاحقا من إنسان إلى آخر بملامسة دمه أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.

يشبه الإنفلونزا


وأوضح التقارير أن أعراض المرض الذي تبلغ مدة حضانته أسبوعين، تشابه الإنفلونزا وتظهر منذ الأسبوع الأول، وهي حمى شديدة وصداع وإسهال وغثيان وقيء وآلام بالعضلات والعظام والمفاصل، ويكون الأسبوع الثاني هو الأخطر إذ يحدث نزيف بجميع مناطق الجسم كالقيء والإسهال الدموي، ليستمر عشرة أيام تحدث خلالها الوفاة.

وصرح مدير تعزيز الصحة العراقية بعدم وجود أي علاج أو لقاح محدد لهذا المرض الفيروسي حتى الآن.

وحذرت السلطات الطبية من المتعاملين مع مصابي حمى الفيروس، داعية إلى ضرورة الالتزام بارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه الشبيهة بملابس الوقاية من جائحة كورونا، عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم، مع الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلص منها فورا.
 

الجريدة الرسمية