رئيس التحرير
عصام كامل

سوق المغاربة إثر إسلامي اختفي بين مباني الفيوم

سوق المغاربة بالفيوم
سوق المغاربة بالفيوم

تشبه ورقة التوت الخضراء وسط الصحراء الغربية، إنها واحة الفيوم التي كانت قديما راحة المسافرين من تجار المغرب المتجهين  إلي الشرق وتجار الشرق المسافرين عبر الصحراء إلي  المغرب العربي.

 وحديثا قيل عنها  مصر الصغرى، نظرا لقرب الشبه في التكوين الجغرافي لمصر، فإن بحيرة قارون تحدها من الشمال كالبحر المتوسط، وبحر يوسف يقطعها من الجنوب إلى الشمال كموقع النيل في المحروسة.

كل الحضارات

وتحتضن الفيوم كل الحضارات التي مرت علي مصر طوال تاريخها منذ بدء الخليقة وحتي العصر الحديث، مرورا بالحضارة الفرعونية وحتى الإسلامية، وبينهما حضارات الرومان واليونان واليهودية والمسيحية، وكان للأثار الإسلامية نصيب الأسد في الفيوم، لكنها ضاعت على مر العصور ولم يتبق منها سوى ست مقاصد هي مسجد الروبى ومسجد قايتباى والمسجد المعلق وقنطرة اللاهون، وقنطرت خوان اصلباي، وتاه سوق المغاربة المقصد السادس بين عمارات الخرسانة الحديثة
 

سوق المغاربة
 

لم يتبقي من سوق  سوي عدة حانات لتجارة الملابس والأدوات المنزلية وأدوات التنجيد وبعض الاثاث الشعبي، وقد تغير اسمه من سوق المغاربة الي القنطرة، وكثيرا من أهل الريف يطلقون علية شارع القصبة أو سوق القصبة.

 وكان سوق المغاربة يشتهر قديما بالصناعات اليدوية سواء كانت تستخدم في الحياة اليومية منها (الملابس - منتجات الجلود - الأثاث المنزلي - منتجات النحاس- المصوغات- الأحذية).
 

نشأة سوق المغاربة
 

يقول الدكتور نبيل حنظل مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأسبق بالفيوم، أن سوق المغاربة نشأ في فترة الحكم المملوكي، ويعرف حاليا باسمين مختلفين، شارع القصبة، أو القنطرة، ولم يتبق منه اليوم سوى بقايا مدخله الذي ضاعت معالمه، حيث كان مبنيا بالحجر الأبيض المطعم بالأحمر ويوجد عقد نصف دائري على جانبيه مطعم بالخشب ويزينه شريطان من النحاس.

كما كان على جانبى مدخل السوق مكسلتان حجريتان كان أحد تجار النعال المغربية والأحذية القديمة يتخذهما معرضا لبضاعته، وكان اسمه ' همسة " وكان يحول الأحذية القديمة إلى جديدة ليقبل عليها الفقراء.

أما السقف الخشبى فلا يزال باقيا ولا تزال محال الوكالة التجارية باقية، وإن اختفت منها البضائع اليدوية لتتوافق مع متطلبات مرتادى المنطقة الآن، وأصبحت المخازن ومرابط الخيل محال تجارية تعرض الأجهزة الحديثة، ودخل العمران الحديث بقوة ليغير معالم السوق تماما، ويضيع معلم من معالم التاريخ الإسلامي في الفيوم.
سلع سوق المغاربة
 

ويضيف مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأسبق، أن السوق كانت متخصصة في توفير احتياجات القبائل المغربية التي مرت أو استوطنت الفيوم عبر العصور الإسلامية بدءا من العصر الفاطمي، وحتى القرن الماضى كما رحبت بالقبائل التي نزحت إلى الفيوم إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا ووفى فترة مقاومة شيخ المقاومين عمر المختار للمحتلين الاوربيين.

ويشير مديرى عام هيئة تنشيط السياحة الأسبق الي أن سوق المغاربة تخصصت لمئات السنين في توفير كل ما يتطلبه عرب الفيوم وبدوها من احتياجات يومية وتجهيز العرائس، وبرز في بيع الأحزمة والسجاد والعبايات الصوف.

ويوضح مدير هيئة تنشيط السياحة الأسبق أن فكرة السوق تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني ولها مسميات منها ''الخان'' و''الفندق'' و''الرباط''، وكانت تتكون من عدة طوابق، الأرضي لتخزين البضائع وإسطبلات الدواب والعلوية لسكن التجار، وتقع الحوانيت في صدارتها لبيع السلع، وهكذا كانت سوق المغاربة بالفيوم.

الجريدة الرسمية