رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفرست كلاس.. والشعبطة!!

كالفرق بين الأبيض والأسود.. وكالمسافة بين السماء والأرض، شهد مطار العاصمة الأفغانية كابول واقعتين متناقضتين تماما.. الأولي وهي الأشهر والأغرب علي الاطلاق عندما تعلق المواطنون الأفغان بعجلات وأجنحة الطائرة الامريكية أثناء اقلاعها من مطار كابول، ليتساقطوا  كالفراشات المحترقة بمجرد تحليقها من المطار أمام عدسات كاميرات العالم أجمع دون كلمة أسف واحدة ودون أن يذرف عليهم أحد في العالم دمعة واحدة!

 

أما الواقعة الثانية المناقضة تماما فهي تخصيص بريطانيا طائرة كاملة لإجلاء ٢٠٠ كلب وقطة من مطار كابول إلى لندن، بموافقة وزير الدفاع البريطاني شخصيا! وقد سميت هذه الرحلة (رحلة الرحمة) وهي النقيض تماما لـ(رحلة القهر والعذاب) حيث المواطنون الأفغان يتدافعون بين عجلات الطائرة وهي تستعد للتحليق والطيار غير مبال بمن ستدهسه عجلاتها، ولم يلغ الإقلاع،  تاركا كل من تعلق بالطائرة لمصيره المحتوم!

 

إنها الدول الغربية التي لا تلقي بالا لدماء شعوب العالم الثالث.. وهي الدول نفسها التي تحرك أسطول طائراتها لنقل ورعاية بعض الحيوانات رفقا بهم! ومن المؤكد أن هذه الحيوانات ستلقي عناية طبية قبل ركوب الطائرة، وتخضع لحجر صحي بعد النزول منها، وسيتم توفير مأوي لائق لها، بعد وصول القطط والكلاب لتضمن لهم حياة سعيدة. بعد أن يطلقوا عليهم أسماء شهرة ودلع. 

 

إن اختلاف معايير وقيم الفكر الغربي ما بين القسوة المطلقة، والعطف والرحمة..  تجعل حياة مواطن من دول العالم الثالث في نظر الدول الغربية أقل من قيمة حياة حيوان، تحتاج إلى دراسة وفهم لطريقة تفكيرهم، لندرك هل كان السبب هو المواطن المغلوب علي أمره.. أم أن هوانه علي حكامه الجدد جعله أكثر هوانا علي الآخرين، فأصبح أقل شأنا من القطط والكلاب!

Advertisements
الجريدة الرسمية