رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عندما نصبح أعداء لأنفسنا!

متى نقتنع أن السلام أفضل من الحرب، وأن التعاون أفضل من التنافس. لو لاحظنا كل الأزمات، وهي متعددة ومتنوعة، التي تمر بها أغلب الدول العربية نجد أن القتال يدور حول الثروة والموارد والسلطة أو المال والسلطة والعشيرة، ولا أي اعتبار لأي أمور أخرى حتى الدولة أو الكيان الذي يضمنا ونعيش فيه، الجدران التي تحمي وتصد العدو. 

 

والأكثر لعنة من ذلك هو تعاوننا مع العدو ضد من هم أبناء وطننا اعتقادا أن الأطراف الخارجية تنتصر لنا أو لمصالحنا. وهو غير صحيح. أي طرف خارجي له رؤيته، أهدافه، مصالحه، يتدخل عندما تكون له مصلحة او تتجسد واضحة ولو بعد حين، يظل يخطط ويدبر ويتربص حتي يحقق مصالحه. ونظل واهمين..

 

 

ونفس الوهم الاعتقاد أن الأطراف الخارجية أو الوسطاء الخارجيين يستطيعون حل الخلافات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، مثل تعيين رابع مبعوث أممي إلى اليمن أو ليبيا أو دول المنطقة، فتكون المشكلة ليس في الأمم المتحدة أو مبعوثيها، ولكن المشكلة في أطراف الصراع أنفسهم الذين لا يريدون نهاية لهذه الحروب والصراعات مما ينتج عنه إستعصاء الأزمات العربية علي الحل!!.

الطائفية في الشرق الأوسط

 

يرجع ذلك بالأساس، إلى عدم ترسخ قيمة الدولة، وقيمة المواطنة، وعقيدة الدولة الواحدة، الكيان الواحد، القلب الواحد. وإعلاء قيمة العشيرة أو الطائفة أو العائلة على الدولة الوطنية ذاتها.. وهو ما دفع مراكز البحث والتفكير إلى دراسة الطائفية في الشرق الأوسط  والتوصل إلى نتيجة أن الهويات المختلفة ستتواصل، وسكان الشرق الأوسط سيستمرون في تحديد انتماءاتهم على أصعدة مختلفة بما في ذلك الدين والإثنية ً والطبقة الاجتماعية والاقتصادية والجنس.

 

لذلك توقعت هذه المراكز أن الشرق الأوسط عام 2026 سيبقى حافلًا بالمظالم والصراعات العنيفة التي ستحاول الجهات الفاعلة طائفيا استغلالها. وقد يبدو على شفا توليد صراعات جديدة، وتوقعت أن الشرق الأوسط سيشهد أيضا نسبة عالية من الصراعات في السنوات العشر القادمة حتى لو كان المستوى المطلق أقل مما كان عليه في عام 2016. وتفترض أيضا أن الدول التي يمر فيها الصدع السني الشيعي ستكون ضعيفة وستفتقر للشرعية من وجهة نظر شريحة كبيرة من سكانها، كما ستفتقر للقدرة على السيطرة على كامل أراضيها. ومن الممكن أن تصبح الدول الإقليمية أكثر شرعية من الدولة ذاتها! 

 

من ناحية أخرى، وكنتيجة لما سبق، خروج أبناء الدولة منها إلى دول أخرى هربا منها وسعيا لتحقيق مصالحهم الذاتية الضيقة ورؤيتهم الضيقة في تحقيق أمانهم الشخصي، واهمين أن أمانهم الشخصي يتحقق بعيدا عن دولهم، للأسف افتقدوا ويفتقدون قيمة الوطن والإنتماء والولاء والهوية، رغم أنهم يحصلون على قوتهم من دولهم، وسعوا إلى الإستقرار السلبي وليس الإيجابي. 

قيمة الوطن

 

الوطن قيمة لا تكتسب، قيمة تتربي داخل النفس والروح والوجدان. هذا من المنظور الكلي، والذي انعكس فعليا أيضا على المنظور الجزئي وأحوال الجماعات والأفراد التي باتت تتخبط وتضل الطريق وتسعى إلى التحارب والإعتداء لتحقيق مصلحة ذاتية ضيقة، لا تحقق حتى المنفعة المرجوة على المدى القصير ولا المتوسط، ويصبح الأمر أن لذة المعصية تذهب ويبقى عقابها وضحاياها. 

 

ما يشغل الدول الوطنية المدركة لمستجدات الأوضاع والتطورات الحقيقية علي الأرض خطورة المجموعات الارهابية بجميع مسمياتها وإنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية دون شروط مسبقة وتسليم أفغانستان لحركة طالبان، واحتمالية انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية، وإحتمالية أكبر بموجة إرهابية جديدة في الشرق الأوسط مختلفة في الكم والكيف، مع وجود أجيال جديدة من الإرهابيين لديهم القدرة والتدريب على الأجهزة الالكترونية الحديثة وفكر أكثر جمودا وتشددا لا يرى الآخر، وليس فقط لا يعترف به. 

وتظل خيانة الأوطان لا تغتفر

 ما يجري في أفغانستان من أحداث يحولها الي ملجأ لكل المجموعات الارهابية في العالم، وللحد من قدرات دول روسيا والصين وإيران، وسينعكس بالتأكيد على الوضع الأمني والعسكري في المنطقة وتبقى طالبان محورا  في تحديد مسار الأحداث في المنطقة، مع تمسك الإدارة الامريكية الديمقراطية بقيادة جو بايدن بتحقيق مصالحها عن طريق التنظيمات الارهابية. 

لذلك ينبغي  وضع خطط بديلة لمواجهة كل الاحتمالات حتى تحمي الدول الوطنية وجودها وشعوبها ومقدراتها وما حققته من انجازات. 

 

Advertisements
الجريدة الرسمية