رئيس التحرير
عصام كامل

عارض القضاء المدنى واستقال من أجل كرامته.. محطات فى حياة الخضر حسين

الشيخ محمد الخضر
الشيخ محمد الخضر حسين

فى مثل هذا اليوم عام 1876 ولد الشيخ محمد الخضر حسين في قرية نفطة بتونس في أسرة علم وأدب وحفظ القرآن وهو صغير، درس وتلقى العلم بجامع الزيتونة، وحصل على العالمية وبسبب تنديده بالمحتل الفرنسي لتونس بعد أن محاولة بالإعدام غيابيا فترك تونس إلى إسطنبول.


وجاء إلى مصر وحصل على عضوية هيئة كبار العلماء عن رسالته عن القياس فى اللغة، واختاره أحمد تيمور باشا مصححا فى دار الكتب المصرية، وخلال تلك الفترة قام الخضر حسين بإنشاء جمعية الهداية الإسلامية وجمعية تعاون جاليات شمال أفريقيا فى مصر، كما اشترك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، ثم رأس تحرير مجلة لواء الإسلام الى جانب التدريس بالأزهر الشريف، حتى أصبح شيخا له عام 1952 ـ 1954ليصبح غير المصرى الوحيد الذى تولى مشيخة الأزهر.

مشيخة الأزهر 

كان رحمه الله مثل حى للخلق الحسن عف اللسان ويعتز بكرامته كثيرا، ولم يتنازل عنها وله كلمة خالدة في ذلك يقول فيها:(عشت سنين طويلة لم أرجُ مخلوقا، ولن أسمح للساني أن يلفظ بطلب أو رجاء ما دمت حيا).


عندما قامت ثورة يوليو 1952 اختاره أعضاء مجلس قيادة الثورة شيخا للأزهر دعما للتعاون العربى، ولم يتوقع ذلك ابدا فقال معلقا على ذلك ( لقد سقطت المشيخة فى حجرى من حيث لا أحتسب، وأن الأزهر أمانة فى عنقى اسلمها حين أسلمها موفورة كاملة). 

زيارة اللواء محمد نجيب 

حين اختير شيخًا للأزهر زاره الرئيس محمد نجيب لتهنئته بمنصبه الجديد وإقامته في مصر وحصوله على الجنسية المصرية، لم يصدق نفسه وقال:اميل بطبعى الى الخير والسلام ولم اكن فى حياتى متحزبا ولا متعصبا بل كنت دائما اكره التعصب وافضل أخذ الأمور باللين والهوادة وشيخ الأزهر يمثل الأزهر ويقوم على تحقيق معانى الخير والتواد والتحاب بين الناس، والأزهريون بحكم وضعهم ووصفهم وهم الذين يبصرون الناس بحقائق دنياهم لذا كان طبيعيا أن يكونوا متحابين فى الله.

مواقف رافضة 

وعندما ألغى القضاء الشرعى في مصر واستبدل بالقضاء المدني أعلن رفضه لذلك بكل شجاعة، كما تصدى الشيخ الخضر حسين للحملة التي أقيمت لتوحيد الزى في مصر واستبدال الطربوش بالبيريه والقبعة عدا رجال هيئة العلماء والتدريس وعارض ذلك منعا للتشبه بالغرب في عاداتهم وقال (علمت أن هناك اقتراحا بتطبيق الزى الأوروبي لأنه أصبح زيا عالميا ولأنه من الناحية العملية أكثر ملاءمة للموظفين والعمال وهذا الزى يتألف من قميص وبنطلون بأثمان مناسبة وأضاف أن القبعة والبيريه ليست زيا عالميا وأن بلاد كثيرة لم تأخذ بهذا الزى وليس من الحتم على الأمة أن تجارى الشكليات حتى لو كانت عالمية).

 ولما جاء شهر رمضان ذهب حسين الشافعى عضو مجلس قيادة الثورة إلى فضيلته وأخبره أن الرئيس محمد نجيب يطلبه لأمر ما، فثارت كرامة الخضر حسين وأخرج ورقة من درج مكتبه وكتب عليها استقالته، وقال للشافعي: قل لسيادة الرئيس أن شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم أبدا.
حاول المقربون إثناءه عن الاستقالة إلا أنه صمم عليها وتولى بعده الشيخ عبد الرحمن تاج الأزهر الشريف.
من مؤلفات الخضر حسين رسائل الإصلاح، بلاغة القرآن، أدباء العرب قبل الإسلام، تونس وجامعة الزيتونة، الحرية فى الإسلام، آداب الحرب فى الإسلام، كما قام بنقد كتاب الشعر الجاهلى وهاجم الدكتور طه حسين بقوة، كما عارض كتاب الإسلام وأصول الحكم وهاجم مؤلفه الدكتور على عبد الرازق وأعلن مخالفته لما أجمع عليه المسلمون.ورحل عام 1958 
 

الجريدة الرسمية