رئيس التحرير
عصام كامل

الكوارث لا تتوقف.. هذه الدول مهددة بالاختفاء من العالم

تشير الأحداث والمعطيات التي يشهدها العالم في ضوء التغيرات المناخية والأزمات السياسية الطاحنة إلى وضع مخيف بشكل كبير خاصة في الآونة الأخيرة الأمر الذي يهدد بزوال بعض الدول.

هايتي

وعانت هايتي عدة كوارث طبيعية وبشرية كثيرة تجعلها من أكثر الدول عرضةً للزوال، فقد تعرضت للتطهير العرقي في الثلاثينيات من القرن الماضي بسبب جارتها الدومنيكان، وعانت الفقر الشديد والثورات المسلحة والكثير من الكوارث الطبيعية والأوبئة القاتلة!

بسبب كل تلك المصائب المتتالية لا تستطيع هايتي الوقوف على أسسها بسهولة، ويتوقع الكثيرون تسليم زمام أمورها إلى الأمم المتحدة أو لجارتها جمهورية الدومنيكان وبذلك هنالك احتمال زوالها!

 سيلاند

ومن أبرز تلك الدول سيلاند وهي من الدول التي من الصعب أن تتواجد خلال السنوات القادمة لأنها لم تكن يومًا دولة مستقلة بنفسها، قصتها بدأت أيام الحرب العالمية الثانية حيث لجأت لها انجلترا لتشييد منصة عائمة من الإسمنت في القناة الإنجليزية على بعد 6 أميال من الشاطئ بالإضافة إلى مضادات للطائرات لاعتراض طريق المقاتلات الألمانية المتجهة نحو انجلترا، ولكن بعد انتهاء الحرب تم إزالة المضادات الارضية وهجرت المنصة تمامًا، أما عن سبب قيام اسمها كمنطقة مستقلة بحد ذاتها، بسبب بادي بايتس الذي قام بالاستيلاء عليها واستخدامها كمركز إذاعة للقراصنة في عام 1967 مما دفع القوات الملكية البحرية للهجوم عليها وإلقاء القبض على بايتس وتقديمه للعدالة، لكن بسبب وقوع المنصة خارج المياه الإقليمية البريطانية ب 3 أميال عن الشاطئ كان الحكم لصالح بايتس!

وسيلاند تقع ضمن المياه الإقليمية البريطانية وعلى الرغم من عدم قيام بريطانيا بالاستياء على سيلاند إلى يومنا هذا ولكن بإستطاعتها فعل ذلك من الناحية القانونية في وقت ما تشاء ولو لم تقم سيتكفل ارتفاع منسوب مياه البحر بإغراق هذه الإمارة وانهيارها بسبب تآكل هيكلها!.

ذوبان ثلوج القطبين

وحسب دراسات الأمم المتحدة، فإن ذوبان ثلوج القطب الشمالي أقل تأثيرا على حياة البشر من تأثير ذوبان ثلوج القطب الجنوبي، ووفق الدراسات نفسها، فإن احتمال ذوبان الجبال الجليدية، يعني أن مستويات المياه في البحار والمحيطات سترتفع نحو 66 مترًا في مقارنة مع مستواها الحالي.

وأشار تقرير نشره موقع البنك الدولي بعنوان "ماذا يحدث في حال ذوبان ثلوج القطبين؟"، إلى أن مدنا عديدة، ستكون مهددة، إما بالغرق، أو الاختفاء تماما عن الخارطة. ومن أبرز المدن التي ستتأثر سلبًا مدينتا نيويورك وبوستن الأمريكيتان، حيث ستغمر المياه المدينتين ليصبح من المستحيل العيش فيهما، بينما ستختفي ولاية فلوريدا تمامًا، ويغرق الساحل الأميركي تحت المياه.

آسيا

وفي قارة آسيا، فإن مصيرًا مشابهًا سيكون من نصيب دول ومدن عدة، بحسب التقرير، فمثلا بنجلادش ستغرق كلها، وستواجه مدن كبيرة في كل من شرق الصين والهند واليابان المصير ذاته.

وسيكون الوضع مأساويا عربيا كذلك، إذ إن ذوبان الثلوج وارتفاع مستويات المياه، سيزيدان منسوب المياه في نهري دجلة والفرات ونهر النيل، ما يهدد بغداد والبصرة والقاهرة، كما أن مدنًا ستبتلعها المياه مثل الإسكندرية، وجدة، ودبي.

جنوب السودان

وعلى الرغم من حداثة جنوب السودان إلا أنها مهددة كثيرًا بالزوال فقد اعترفت بها الأمم المتحدة كدولة في 2011 بعد استفتاء على استقلالها من السودان بنسبة 99% وهذا الاتفاق شكلي فقط لأنها داخليًا تعاني من صراعات قبلية وعرقية مسلحة  أما خارجيًا فلم تستطع دولة جنوب السودان الاتفاق مع شمال السودان على الحدود حتى لم يتفقا تجاريًا، وبذلك تكون دولة جنوب السودان صورة مصغرة لمشاكل العالم في مساحة ضيقة لذلك من المرجح زوالها!.

كوريا الشمالية

مازالت هنالك أحلام كبيرة بالاتحاد بين كوريا الشمالية والجنوبية وقد تأسست كوريا الشمالية عندما أصر الاتحاد السوفياتي السابق على السيطرة على القسم الشمالي للإمبراطورية اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه الدولة تعتبر من أفشل الدول فاقتصادها منهار، وحكومتها تعتمد على مبدأ الديكتاتور كيم جونج أن، والجدير بالذكر أن جيشها قوي رغم الانقلابات!
وبسبب الخيانات بين قياداتها فإن انهيارها أصبح قريبًا جدًا، وستحكمها دولة كوريا الجنوبية.

تايوان

بسبب الاتفاق التام بين الصينيين والتايوانيين على أن التايوان هي جزء لا يتجزأ من الصين فإن وضع التايوان مثير للاهتمام لأن يوجد اختلاف جوهري على طبيعة الحكومة الصينية التي ستتحكم بالتايوان! هل هي الجمهورية الصينية التي كانت تايوان عاصمتها قبل الحرب العالمية الثانية، أم جمهورية الصين الشعبية في بكين؟!

على الرغم من الاعتراف بأن التايوان دولة مستقلة بحد ذاتها، إلا أن إصرار تايوان على أنها جزء من الصين دفع الأمم المتحدة لإلغاء عضويتها وإعطاء مقعدها للصين.

الجريدة الرسمية