رئيس التحرير
عصام كامل

كبار قراء القرآن يتحدثون عن نقيبهم السابق في ذكرى وفاته.. حشاد: أبو العينين شعيشع خير ممثل لدولة التلاوة.. الخشت: اهتم بعلاج القراء.. وتلميذه: مدرسة الشيخ يصعب تقليدها

الشيخ أبو العينين
الشيخ أبو العينين شعيشع
تحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ أبو العينين شعيشع، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2011، ويعد من أحد أبرز القراء المصريين في دولة التلاوة المصرية الذين ساهموا في تأسيس نقابة القراء، وتولى مهامها بعد وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.


ولد الشيخ أبو العينين عام 1922 بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وحين ألحقته أسرته بالكتاب لحفظ القرآن حفظ القرآن الكريم فى عامين، وأثناء وجوده فى الكتاب كان يتلو القرآن طفلا بين زملائه فى الكتاب فسمعه ذات مرة الشيخ يوسف شتا، شيخ الكتاب، وتنبأ له بمستقبل عظيم، وأثناء دراسته الابتدائية كانوا ينتدبونه لتلاوة بعض آيات من القرآن فى المناسبات، وأحب الجميع تلاوته، وسرعان ما ذاع صيته فى المحافظة كلها والمحافظات المجاورة.



وفي ذكرى رحيل الشيخ أبو العينين شعيشع حرصت "فيتو" على التواصل مع كبار القراء للحديث عن الشيخ في ذكرى وفاته.


خير ممثل للتلاوة
قال الشيخ محمد حشاد، نقيب القراء: الشيخ رحمة الله عليه كان حقا وصدقا خير ممثل لدولة التلاوة المصرية، وحينما تولى مسئولية النقابة كان يعمل جاهداً على تثبيت أركانها والمضي بها إلى الأمام، وقد عاصرت الشيخ بعد وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

وأضاف في تصريحات لـ "فيتو": "الشيخ كان معروف دوليا قبل توليه النقابة واستطاع أن يفرض احترام القرآن الكريم في جميع الدول التي سافر إليها سواء الإسلامية أو غير الإسلامية، وقدم للنقابة أشياء كثيرة وحرص على التقدم بالنقابة سواء في المعاشات أو الخدمات الصحية وكان معروفا عن الشيخ أنه يقدر القرآن وأهل القرآن لأنه منهم ويوصينا دائما بالقراءة السليمة الصحيحة من أجل مصر التي علمت الدنيا القرآن الكريم".

علاج القراء
من جانبه، قال الشيخ محمود الخشت، نائب نقيب القراء: بداية لقائي مع الشيخ أبو العينين شعيشع رحمة الله عليه كانت في نهاية التسعينات، وكان عضوا في لجنة التحكيم أثناء اختباري في الإذاعة.

وأتذكر أنه قال للأعضاء بعد مجموعة من الأسئلة: "كفاية عليه كدة"، وصوته يصعب تقليده بين جميع القراء، وقدم كل شيخ جميل للنقابة، كما ساهم علاج القراء في مستشفى الدعاة في مصر الجديدة.

أهل القرآن
وفي السياق ذاته، قال الشيخ خالد حنفي، تلميذ الشيخ أبو العينين شعيشع في دولة التلاوة المصرية: الشيخ رحمة الله عليه كان من أهل القرآن بحق وكان لديه غيرة كبيرة على القرآن، ورشحني الشيخ للقراءة أمام الرئيس حسني مبارك عام 1991، وكنت أذهب إلى منزله للتدريب على تلاوة الآيات القرآنية، إضافة إلى أن الشيخ أسس معهدا دوليا في مصر الجديدة بمسجد الخلفاء الراشدين لإعداد القراء، وكان يستقبل القراء من داخل وخارج مصر.

وأضاف "حنفي" في تصريح خاص بـ"فيتو": حينما كنت أقرأ أمام الشيخ أبو العينين كان يقول لي: "والله العظيم يا خالد هاتكون قارئ مشهور وصيت"، وأكثر ما يميز الشيخ أن مدرسته صعبة التقليد ويطلقون عليه لقب الكروان لأن لا أحد يستطيع أن يقلد صوته، وكان دائما ما يوصي القراء وخاصة الشباب بحفظ وإتقان القرآن الكريم وتجويد الأحكام وأن يتقي كل قارئ الله في القرآن الكريم فلا يتلاعب بالحروف أو الألفاظ وأن يختار كل قارئ النغم الذي يحفظ للقرآن الكريم قدسيته ومهابته.

استقبال رسمي
وفي السياق ذاته، قال محمد الساعاتي المتحدث باسم نقابة القراء: الشيخ أبو العينين كان واجهة مشرفة للدولة المصرية في المحافل الدولية، وكان يتم استقباله كرئيس دولة أو ملك من الملوك في سفرياته للخارج، إضافة إلى أنه كان كشافاً للنجوم من القراء الشباب في دولة التلاوة من خلال اختبارات وزارة الأوقاف المصرية والحفظ الجيد والتلاوة والأحكام.

حنجرة فولاذية
وأوضح الساعاتي أن الشيخ أبو العينين كان من مؤسسي النقابة ولم يفرق أبدا بين أسماء الناس الكبيرة أو الوسط؛ فالقرآن رسالة ومهمة سامية لديه، بالإضافة إلى الاهتمام بأصحاب المعاشات وأسرهم، وحينما شكل مجلس النقابة ضم فيه الشيخ محمد الطبلاوي والشيخ أحمد نعينع ومحمود صديق المنشاوي والشيخ الشحات أنور رحمة الله عليه، وكثيرا ما كان يكلف الأعضاء بمتابعة أسر القراء أو المرضى منهم، وليس شرطاً أن يهتم بالقارئ الإذاعي فقط بل الاهتمام طال الجميع المشهور والمغمور.

واستطرد الساعاتي: "الشيخ كان يقول تعلمت القرآن بكيزان ذرة ومثله الأعلى في القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل"، مشيرا إلى أن "الشيخ لديه حنجرة فولاذية فيها عذوبة لا تتكرر عند الكثيرين من القراء باستثناء الشيوخ أحمد شبيب ومحمد أحمد هليل". 
الجريدة الرسمية