رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين شقي الصين.. وأمريكا!

نعم.. لا يزال فى الحلم بقية، لن أفقد الأمل فى احلامى لبلدى، لن أحبط لأى سبب مهما كان، يقينى بالله وبقدرة وإرادة الشعب المصرى بلا حدود، على مدى تاريخنا لم يصاب الشعب المصرى بالأمراض التى مزقت الأمم الأخرى، حتى فى أسوأ مراحل الحياة التى كان يعانى فيها من الظلم والاضطهاد، لهذا لا يزال فى الحلم بقية.


فى أمريكا المتشدقة بالحريات ودفاعها عن حقوق الانسان، لاتزال تعانى من أمراض العنصرية التى تتمكن من فواصل الدولة الأمريكية،
ظلت أمريكا حتى الآن تعانى من العنصرية، كما إنها تعانى من انفصام فى الشخصية، تنادى بشعارات لتحقيقها فى دول العالم فى الوقت الذى لا تطبقها داخل حدودها وبين شعبها..

إسقاط لوثر كينج
عندما رفع "مارتن لوثر كينج" هذا المناضل الأسود شعاره "لدى حلم" فى مواجهة العنصرية الأمريكية ضد السود، العنصرية التى جعلت الامريكى الابيض وضع الحيوان فى مرتبة تسبق هذا الأمريكي الأسود، كانت هناك أحياء كاملة ممنوعة على السود، مطاعم ممنوعة عن السود، مدارس ممنوعة عن السود، وسائل مواصلات ممنوعة عن السود، وظائف ممنوعة عن السود، وللعلم حتى الآن الكثير من ملامح هذه العنصرية موجودة فى بلد الحريات.

نعود إلى الشعار "لدى حلم" الذى حمله على كتفه مارتن لوثر كينج، وبدأ الشعار يدوى ليس فى أمريكا فقط بل تجاوز الحدود إلى كل العالم الحر، فأشعل الحياة فى عروق السود في أمريكا فخرجت المظاهرات وأقيمت المؤتمرات تحت شعار مارتن لوثر كينج "لدى حلم" ضد عنصرية بلد ترفع شعار الحريات والديمقراطية، وفى لحظة وقف العالم ليسمع خطاب المناضل مارتن لوثر كينج، فتم اغتياله..

نعم.. وكان لابد من قتله ظنا أن إسكاته يقضى على حلم السود بالمواطنة فى بلدهم، لقد تم اغتياله فى عام 1963، ومن غرائب هذه القضية، بعد خمس سنوات من القبض على القاتل، اعترف بجريمته وبعدها بعشر سنوات من القبض عليه أى فى 1978، إعترف بان "اليمين المتطرف" هو من دفعه لقتل مارتن لوثر كينج، ولكن لم يسمعه أحد..

عنصرية أمريكا
ويأتى دور البطل العالمى محمد على كلاى الذى رفض الحرب فى فيتنام بسبب العنصرية الأمريكية، ليسجن ويسحب منه لقب بطل العالم ولكنه لم يبال بالرغم من سجنه 5 سنوات، وسلسلة غرائب دولة الحريات لم تنته، بعد  خمسة وخمسين عاما من اغتيال الزعيم التاريخى للسود فى أمريكا صرخ فلويد  الأمريكي الأسود "لا أستطيع أن أتنفس" ليموت أمام العالم بسبب عنصرية رجل الشرطة الأمريكي، فاشتعلت الشوارع كما حدث بعد اغتيال مارتين لوثر كينج وغضب العالم..

وكما كتبت مع مجىء أوباما رئيسا، "أمريكا هى هى" لن تتغير، العنصرية فى مفاصل المجتمع المدعى للحريات حتى الان، فالعنصرية تجرى فى عروقها مجرى الدم فى الوريد، ومن سخرية القدر وقع منذ 24 ساعة فقط الرئيس بايدن جعل 19 يونيو أجازة احتفالا بانهاء العبودية، تخيلوا هذا فى 2021 ! لا تعليق.

حلم الصين
اذكر تاريخ الدولة التى ترفع شعار الحريات، وأردد "لايزال فى الحلم بقية" أحلم بأن أرى بلدى فى صدارة العالم المتقدم، نعم.. ولدينا من القدرات التى تؤهلنا لصدارة العالم، الصين تغزو العالم وتكاد تسيطر على إقتصاد العالم، وسلاحها الأول القوة البشرية وكيفية استغلالها لخدمة الوطن، فى الصين يعملون بدون تنظير، وبدون شعارات لا تسمن ولا تغنى من جوع، يحاولون الاستفادة من كل شىء، ومن كل قدرة لكل مواطن..

كانت الحكومة الصينية قد منعت إنجاب الطفل الثانى، ثم سمحت بإنجاب الطفل الثانى واليوم تسمح بالطفل الثالث، وهى دولة تجاوزت المليار ونصف المليار نسمة، فعندما منعت كان لأسباب اقتصادية، ولكنها عادت عن قرارها بدراسات علمية، لأنها اكتشفت أن إنجاب الطفل الواحد سيحدث خللا فى التركيبة السكانية على المدى البعيد، وكلنا نعلم ما تعانيه الكثير من الدول الاوربية من شيخوخة لعدم الرغبة فى الانجاب، وفرنسا على سبيل المثال تعطى مزايا للأسرة التى تنجب الطفل الثانى، أما الثالث فالدولة تكفله تماما.

لا يزال فى الحلم بقية، ومصر جديرة كما يقول التاريخ، فهى أرض الأنبياء، وهي التى شقت قناة السويس بدماء أعز شبابها، وشيدو السد العالي، ومجمع الالومنيوم، وقلاع الحديد والصلب، الذين قهروا المستحيل فى السادس من اكتوبر 1973، مصر30 يونية، كل هذا يجعل فى صدرى وقلبى بقايا أحلام، لأن البطل الحقيقى هو الإنسان المصرى، وبالتالى إذا أردت تحقيق إنجاز تاريخي، لابد من تطوير الإنسان أولا فهو حجر الزاوية الذى يتم البناء عليه.
الجريدة الرسمية