رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يرفض الإسلاميون اقتصار الإمامة في الإسلام على شئون الحكم والسياسة ؟ ‏

الإسلاميون
الإسلاميون

تحاول التيارات الدينية باستمرار إبقاء العلاقة بين الدين والسياسية ملتبسة ولا حدود لها، عبر التخفي وراء العبارات ‏الملتبسة وتحميل كلام العلماء ما لم يقولوه، وتأويل السياسة في الإسلام بما يتناسب مع مشروعهم الديني، إذ يعتبرون الإمامة ‏ـ رئيس الجمهورية ـ  من أصول الدين.‏



إرهاب المعارضين 
يرهب الإسلاميون من يعترض عليهم ويدخلونه في أزمات عقائدية، وتتراوح درجة تفسيق المعارض من إرهابه معنويا ‏وفكريا إلى تصفيته جسديا على طريقة داعش والقاعدة. ‏

تقول وفاء الرشيد، الكاتبة والباحثة أن أهل السنة يعتبرون السلطة مصلحة وحاجة ضرورية لتسير شئون الناس، ولكنهم لم ‏يعتبرونها يوما وراثة لخلافة عن النبوة، موضحة أن حتى أكثر الأئمة أصولية «ابن تيمية» له كتاب إسمه «منهاج السنة» ‏ورد فيه على إدعاءات الشيعة وعقيدة الإمامة.‏

أضافت: الإمامة في الإسلام ليست قدر ولا وظيفة دينية، بل الأساس فيها هو العدل والمصلحة لا أكثر، وهو ما يخالف أفكار ‏الإسلام السياسي التي تقول إن الإسلام دين ودولة، وإن له نظام حكم مخصوص.‏

أئمة الإسلام
أوضحت الباحثة أن أفكار الإسلام السياسي تخالف أئمة الإسلام الذين وضعوا لنا منهجا واضحا قبل دخول الإخوان ‏واستيلائهم على التعليم والدعوة والإعلام وتسييس الدين وأدلجته.‏

تابعت: كبار علماء أهل السنة أكدوا ان الإمامة أصلا من الفروع وليست من أصول الاعتقاد، مستندة إلى شيخ الإسلام أبو ‏حامد الغزالي الذي قال عن الإمامة: ليست من المهمات، ولا من فن المعقولات، بل من الفقهيات، ثم إنها مثار للتعصبات، ‏والمُعْرِض عن الخوض فيها أسلم من الخائض».‏

كما استندت أيضا إلى أقوال الإمام سعد الدين التفتازاني: «لا نزاع في أن مباحث الإمامة بعلم الفروع أَليق، لرجوعها إلى ‏أن القيام بالإمامة، ونصب الإمام الموصوف بالصفات المخصوصة من فروض الكفايات، وهي أمور كلية تتعلق بها مصالح ‏دينية أو دنيوية، لا ينتظم الأمر إلا بحصولها، فيقصد الشارع تحصيلها في الجملة من غير أن يقصد حصولها من كل أحد، ‏ولا خفاء في أن ذلك من الأحكام العملية دون الاعتقادية».‏

تبريرات الإخوان 
اختتمت: لا يلزمنا إلا ما قاله علماء أهل السنة في عصور الإسلام المختلفة،  أما آراء الإخوان، ومن تبعهم من السلفيين ‏ليس من الحق في شيء، لأنها مجرد تبريرات لـ تسييس الدين والاستيلاء عليه وعلى الدولة بعد تقسيم صفوف الأمة على ‏حد قولها. ‏

الجريدة الرسمية