رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مولده.. اعرف سبب اتهام مرسي جميل عزيز بالإلحاد

الشاعر الغنائى مرسى
الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز

فى عام 1977 كتب الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز اغنية "من غير ليه واشترتها شركة صوت الفن على أن يغنيها المطرب عبد الحليم حافظ الذى اعجبته كلمات الاغنية ، واصطحب معه اسطوانة مسجل عليها الأغنية باللحن الذى وضعه الموسيقار محمد عبد الوهاب فى رحلته الأخيرة للعلاج فى لندن.


إلا أن عبد الحليم حافظ رحل فى نفس العام ، ولأن صوت الفن اصبحت المالكة للأغنية ظلت حبيسة الادراج 12 عاما حتى أوائل عام 1989 حيث قرر الموسيقار محمد عبد الوهاب غنائها بصوته وبالفعل غناها فى حفل عام فى مايو 1989 ، وطبعت على كاسيت وانتشرت انتشارا واسعا وحقق مكاسب للشركة ولعبد الوهاب الذى استطاع بها أن يملأ الفراغ الذى تركه عبد الحليم فى تلك الفترة.

تهمة إنكار وجود الله
إلا أن نجاح الاغنية لم يرُق للبعض فلجأ أحد الصحفيين إلى لجنة الفتوى بالأزهر للفتوى حول كوبليه فى الاغنية اعتبره خروجا على الدين وهو يقول ( جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عاوزين ايه ) بإنكار وجود الله.

مخالفة شرعية 

وبناء عليه أصدرت لجنة الفتوى بالازهر حكما بوجود مخالفات شرعية فى كلمات الاغنية بالتعارض مع الآية الكريمة ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) بالرغم من إجازة الرقابة على المصنفات لكلمات الأغنية.

وبناء على الفتوى قام الصحفى برفع دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة لوقف اذاعة وتداول الاغنية وإدانة كاتب الأغنية مرسى جميل عزيز ـ رحل عام 1980 ـ وصناعها .

وتقدم المحامون وكُتبت المقالات دفاعا عن الشاعر الذى رحل قبل تقديم الاغنية وأنصفوه واشادوا بكلماته طوال مشواره الشعرى الغنائي.

دفاع أبو المجد 
وقام المفكر الإسلامى أحمد كمال أبو المجد ـ وزير الإعلام الأسبق ـ بالدفاع عن الأغنية وعن الشاعر مرسى جميل عزيز وقال فى دفاعه إن الشعراء يمزجون فى كلماتهم الحقيقة بالخيال والحقيقة بالرمز ، والشاعر من حقه ان يتأمل ويفكر بخياله، خاصة وأن الامر لم يصل إلى حد نصب المحاكم لمحاكمته، مشيرا الى ان كلمات الشعراء ورسومات الفنانين بما فيها من الخيال فيها نوع من الجمال وهى تعبر عن خلق الله ونعمه، والحقيقة ان الفن عون كبير على عبادة الله .

انصاف الشاعر والمغنى 
وأنصفت المحكمة شاعر الأغنية ومؤلفها مرسى جميل عزيز وأقرت فى حكمها أن الأغنية تحمل فى معناها سخرية الإنسان من نفسه وضعفه وقلة حيلته ، كما انه ليس هناك تعارض بين الكوبليه المختلف عليه فى الاغنية وبين قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وأنه ليس فى الدعوى اى دليل او سند لرفض الأغنية وإدانة مؤلفها.
الجريدة الرسمية