رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات سامح شكري وسد الشر الإثيوبي!

ربع ساعة هي تقرييا زمن الحوار الذي أجراه السيد سامح شكري وزير الخارجية مع الصديق العزيز نشأت الديهي تم التوقف عما يقرب من ٢٠ ثانية فقط منها تحولت إلي خبر مستقل ثم إلي بوستات وتغريدات وبانرات علي شبكات التواصل استغلها البعض للضغط علي أعصاب المصريين في قضية يدرك مروج التصريحات المجتزأة أنها مصيرية وغاية في الأهمية عند المصريين!


ولأن تصريحات الدبلوماسيين تكون بحساب وتصدر عنهم بميزان غاية في الحساسية يتم تدريبهم عليه منذ دراسة العلوم السياسية في مادة "الدبلوماسية" إلي المعهد الدبلوماسي والدورات التدريبية التي يحصلون عليها فضلا عما يتراكم من خبرات لذا تكون التصريحات محسوبة للغاية وتؤخذ -ويجب أن تؤخذ-  ككتلة واحدة لا يحق لأحد "تفكيكها" وبناء تصورات علي جزء منها !

تصريحات شكرى للديهى
يقول شكري للديهي حرفيا في ذات الحوار: "ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإقناع الشركاء الإثيوبيين بضرورة التوصل إلى اتفاق بخصوص سد النهضة والتحركات الدولية تظهر مدى أهمية سد النهضة"!

ويقول إن وزير الخارجية الأمريكي قادر علي التوسط في الأزمة لأنه "بحكم المواقع التي شغلها قادر على التفاعل حول هذا الملف بشكل سريع، منوهًا بأننا نسعى للوصول لاتفاق منعًا لتأزم العلاقة مع الأشقاء في إثيوبيا والتصعيد المترتب على ذلك"!

ثم يضيف: "تفاقم الأمر مرتبط بوقوع الضرر وسوف نستمر في التعامل مع الأمور دون الحاجة لتصعيد طالما أنه ليس هناك ضرر على الأمن المائي".. لكنه يضيف: "حال اتخاذ أي إجراءات أحادية بشكل غير مسئول من جانب إثيوبيا بما يؤثر على دولتي المصب لن ندخر جهدًا في الدفاع عن مصالحنا المائية للحفاظ على هذه المصالح وضمانها"!

شكري تحدث تلميحا وتصريحا عن إستخدام "كافة الوسائل" للحفاظ علي مصالحنا وسعي لاستخدام مصطلحات أكثر تأثيرا.. فمثلا "وقوع ضرر" أجدي من "الملء الثاني للسد" حيث الأولي تؤكد أحقيتنا في الرد بينما الثانية يتم توظيفها بأنها تدخل في الشئون الإثيوبية! فضلا عن المتعارف عليه -بشكل عام في أي قضية- من إحترام أي خطوة وساطة جديدة بمصطلحات أقل حدة مع التعبير عن الأهداف نفسها!!

رسائل طمأنة
أما طمأنة المصريين أن مخزون بحيرة ناصر تؤمن احتياجاتنا فهذه حقيقة تجعل من الخطر الوشيك غير موجود فالبحيرة والسد يوفران رصيدا باستهلاك مصر يكفي من دون نقطة مياه جديدة أكثر من ثلاث سنوات وبالتالي فانخفاض كمية المياه بمقدار النصف- النصف من الكمية التي حصل عليها الزعيم عبد الناصر حتي قبل أن يبني السد ولم تزد لترا واحدا من  بعده-  تجعل السد والبحيرة يغطيان احتياجات مصر دون ترشيد ٦ سنوات وانخفاضها إلي الربع تجعل البحيرة والسد يؤمنون مصر لمدة ١٢ عاما متصلة وبترشيد الاستهلاك مع وسائل ري حديثة مع محطات التحلية التي يشرف عليها الرئيس السيسي تؤمن مصر أكثر وأكثر ..

وتبدو رسائل الطمأنة - في كل الأحوال-  مهمة.. وهي أفضل من رسائل الإرباك.. ولكنها لا تعني علي الإطلاق التخلي عن أي حقوق إلا عند المتربصين وسيئي النيات والمهتزين نفسيا.. ومن يريدون إشغال مصر والمصريين - في هذه اللحظة تحديدا وتحديدا جدا- بعيدا عما يجري في فلسطين وخصوصا الدور المصري البارز في الصراع!!
الجريدة الرسمية