رئيس التحرير
عصام كامل

جمال الغيطاني يكتب: عشت حياتي سابق سني

الأديب جمال الغيطانى
الأديب جمال الغيطانى
بدأ القراءة وهو في السابعة. رغب في الكتابة عندما أتم العاشرة من عمره ، كأن الكتابة في دمه، لكنه فقط انتظر بما يكفي ليمتلك حدا أدنى من حصيلة اللغة ليكتب.. لم يتوقف الأديب جمال الغيطانى ـ ولد فى مثل هذا اليوم 9 مايو 1945 ـ عن الكتابة إلى أن رقد في غيبوبته الطويلة ليرحل بعدها عام 2015. 


ولد بمركز جهينة محافظة سوهاج لكنه نشأ وتربى بحى الجمالية بجوار المشهد الحسينى وهو نفس المكان الذى نشأ فيه الاديب نجيب محفوظ فعاش مفتونا بهذه المنطقة التاريخية. تخرج الغيطانى من مدرسة النسيج بالعباسية .

 اختاره المفكر محمود امين العالم للعمل معه محررا ثقافيا بجريدة الاخبار وقت ان كان رئيسا لمجلس ادارتها ، وفي عام ١٩٦٩ عمل الغيطاني مراسلا حربيا لـ«أخبار اليوم» ومنذ يومها وهو المراسل الحربى الاشهر، رأس تحرير كتاب اليوم ثم مجلة أخبار الأدب.

أول المؤلفات 
كتب أول قصة قصيرة فى حياته عام 1959 ونشرها باسم "الزيارة " فى جريدة لبنانية، وفى عام 1969 أصدر كتابه (أوراق شاب عاش منذ ألف عام ) متضمنا خمس قصص قصيرة، ثم سجل تجربته مع السجن فى مؤلفه (هداية أهل الورى لبعض ما جرى فى المقشرة)، ثم أصدر بعدها روايته (الزينى بركات)، وتتوالى المؤلفات بعدها "رحيل الخريف الدامى، حكايات الغريب، محكمة الأيام، اعتقال المغيب" وغيرها.

مرحلة السجن  
اعتقل في عهد جمال عبد الناصر لاتهامه باعتناق اليسار، وعذب في سجنه وتعرض لضغوط نفسية عنيفة ، ورغم ذلك رثى الغيطاني عبد الناصر عند رحيله فقد أحبه وآمن به.

أخبار الأدب 
أسس الغيطاني جريدة اخبار الادب لتصبح علامة في حياة مصر الأدبية ، حتى انه رأس تحريرها أربعة عشر عاما، وكتب خمسين كتابا أو أكثر، روايات، وأدب رحلات، وقصصا قصيرة، وأدبا عن الألم وتجربته مع المرض .

القاهرة التاريخية 
قدم كتبا توثيقية وبرامج تليفزيونية عن آثار ومبانى وشوارع القاهرة المملوكية القديمة. وظل يسافر ويعمل ويكتب لنصف قرن دون توقف.

في حوار قبل غيبوبته بأشهر يقول أنه يملك مشاريع تجعله مشغولا لعشرين سنة أخرى لكن قلبه تعب وتداعى فكانت النهاية .

يقول الغيطانى عن فترة عمله الصحفى (أنا من النوع الذي إذا أسند إلي مهمة أتقنها وأخلص لها فهذا كان على حسابي، وحساب حياتي الشخصية حتى علاقتي بأسرتي ، وكنت اتمنى التفرغ من العمل الروتينى حيث تملكنى الشعور بأن الحياة تسربت بسرعة، فرصة الحياة نادرة، وأنا في الأواخر وهذا هو الشعور الذي كتبت فيه دفاتر التدوين كلها،  الحياة فرصة محدودة جدا وأنا معني بما نعيشه فى هذه الحياة).

مرحلة الرضا 
وقال ايضا : الحمد لله أنا راض وربنا وفقني بالمقاييس العملية، ولكن هروب الحياة هو الذي يثير الشجن، الحياة قصيرة ومحدودة ولا بد أن يكون فيها ظروف تحقق إنسانية الإنسان وهو ما يتماشى مع فكري وهو العدالة الاجتماعية. 

وهناك قضية فلسفية أخرى لدى وهو أن وعيي بالزمن حاد، أي وعي مبكر منذ الطفولة،  وأنا شاب كنت كهلا في التفكير، لم أعش مراهقة أو شبابا  ولا كهولة حتى ضاحكا ، كنت باستمرار سابق سني، هذه قضية حاولت أن أعبر عنها بالكتابة ولكن أنا الآن في مرحلة وصلت قرب قمة التل فأشرف على المنظر كله.
الجريدة الرسمية