رئيس التحرير
عصام كامل

انقلاب ناعم في الإقليم.. اعتراف رسمي بعقد لقاءات سرية بين إيران والسعودية

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان
كشف الرئيس العراقى، برهم صالح، أن بلاده استضافت أكثر من جولة محادثات سرية بين إيران والسعودية، فى أول تعليق رسمى حول ما تم تسريبه فى هذا الشأن.

وقال الرئيس العراقى برهم صالح، خلال مشاركته في قمة "بيروت إنستيتيوت": إن العراق استضاف أكثر من جولة محادثات بين السعودية وإيران، رافضًا الكشف عن عدد هذه الجولات أو تفاصيلها، مشددًا على أنها محادثات "مستمرة، ومهمة، وبارزة"، وأنه من المهم للعراق أن يتمكن من لعب هذا الدور بين لاعبين إقليميين"، في إشارة إلى طهران والرياض.


إيران والسعودية 
وردًا على سؤال خلال الندوة بشأن تأثير جولات الحوار بين السعودية وإيران على الملف اليمني، رفض الرئيس العراقي الدخول في تفاصيل الحوار، ولكنه أعرب عن دعمه للمبادرة السعودية بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى وجود بعض التطورات الإيجابية بين الأطراف المعنية في الأزمة اليمنية.

وأضاف برهم صالح، أن إيران جارتنا ونريد دمجها في الإطار الإقليمي، لكننا نحرص أيضًا على سيادتنا، وشدد على أن بغداد لا تريد أن يتحول العراق إلى ساحة صراعات.

مشكلة المقاتلين الأجانب 
وتطرق الرئيس العراقى إلى مشكلة المقاتلين الأجانب واللاجئين بقوله: لدينا مشكلة مخيم الهول، والجميع يريد أن يلقي بمشاكله علينا، ولدينا العديد من المقاتلين الأجانب"، مؤكدًا أن بلاده لا تستطيع التعامل مع هذا الملف، وتحتاج لتعاون دولى فى هذا الملف.

تسريب اللقاء 
وكانت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، نشرت تقريرًا عن عقد محادثات بين السعودية وإيران فى العراق، وقالت إنها انعقدت في 9 أبريل الماضي بمشاركة وفدين رفيعي المستوى من البلدين، لكنها ذكرت في التقرير نفسه أن مسئولًا سعوديًا رفيعًا نفى عقد أي محادثات مع إيران.

ومن جانبها نقلت وكالة "رويترز"، عن مسئول إيراني كبير ومصدرين في المنطقة تأكيدهم إجراء المحادثات، فيما أكدت مصادر حكومية عراقية وغربية في وقت لاحق لوكالة "فراس برس"، انعقاد هذه المباحثات، التي وصفتها بـ"السرية".

تصريحات ولى العهد السعودي 
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في مقابلة تلفزيونية، الأسبوع الماضي: إنه يهدف لأن تكون علاقات المملكة بإيران طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع.

وأوضح ولى العهد السعودي، أن "إيران دولة جارة وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها، لا نريد وضع إيران أن يكون صعبًا بالعكس".

وأضاف: "لدينا مصلحة في استقرار إيران، ولكن الإشكال في التصرفات السلبية لطهران وفي برنامجها النووي، وبرنامج صواريخها الباليستية، ودعمها لميليشيات خارجية".

وتابع: "نعمل لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، وأن تكون العلاقة طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع".

بدورها، رحبت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس الماضي، بتصريحات ولي العهد السعودي بشأن العلاقات بين البلدين.

وقالت الخارجية الإيرانية في تغريدة على "تويتر": "من خلال آراء بناءة ونهج قائم على الحوار، يمكن لهاتين الدولتين المهمتين في المنطقة والعالم الإسلامي الدخول في فصل جديد من التفاعل والتعاون لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية".

ويعد اعتراف الرئيس العراقى بعقد لقاءات سرية بين السعودية وإيران فى بلاده، بمثابة انقلاب ناعم فى الإقليم يهدف لتصفير المشكلات وإنهاء خصومة دامت لعقود.
الجريدة الرسمية