رئيس التحرير
عصام كامل

عاطف فاروق يكتب: أزمة في ماسبيرو بسبب اللعب في وزن كعك العيد

عاطف فاروق
عاطف فاروق
كشف حكم قضائي عن تفاصيل أزمة داخل أروقة ماسبيرو بسبب عدم وجود لوائح أو تعليمات أو قواعد تنظم وزن علب الكعك داخل مبنى ماسبيرو، تحدد على وجه الدقة طريقة الوزن، وما إذا كان الوزن المدون على العلبة هو الوزن الصافي لكمية الكعك الموجودة بداخلها أم يشمل وزن العلبة ذاتها، بالإضافة إلى عدم وجود دورة مستندية لسجلات التكاليف وقواعد لنظام تكاليف يمكن من خلاله مراجعة استخدام الخامات المنصرفة لمطبخ الحلواني. 


وقائع الدعوى تتلخص فيما تضمنته شكوى العاملين بكافيتريا الدور السابع، التابعة للإدارة العامة للخدمات الغذائية بقطاع الأمانة العامة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، الواردة إلى النيابة الإدارية بشأن ارتكاب الأمين العام المساعد للخدمات الطبية والغذائية عددا من المخالفات، ومنها إعطاؤه أوامر إلى العاملين القائمين على تعبئة وتغليف منتجات الكعك لعيد الفطر المبارك بالتعبئة أقل من الأوزان المدونة على العلب، وإقامته حفلا بالكافيتريا لتكريم الأمين العام السابق بالاشتراك مع مدير عام الخدمات الغذائية وحسابات كافيتريا الدور السابع، وعدم سداد قيمة الخامات، بالإضافة إلى التأخير في سداد قيمة منتجات الحفل.

قالت المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة عبر أسباب حكمها: إن المخالفة المنسوبة للمحال الأول محمود أحمد السيد، مستشار (ب) بالهيئة الوطنية للإعلام، لم يتعاون مع زملائه في أداء الواجبات اللازمة لتأمين سير العمل وتأدية الخدمة العامة بدقة خلال فترة عمله أمينا عاما مساعدا للخدمات الطبية ورئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، وذلك بأن أعاق عمل اللجنة المشكلة لفحص أعمال كافيتريا الدور السابع بالهيئة الوطنية للإعلام، وذلك بمنع المفتش الإداري بالإدارة المركزية للتفتيش من أداء العمل المنوط بها بالكافيتريا.




فإن الثابت من أوراق القضية رقم 2 لسنة 62 قضائية عليا أن التقرير المعد من قبل اللجنة المشكلة لفحص الواقعة تضمن أن العضو المستعان به من الإدارة المركزية للتفتيش بقطاع الأمانة العامة، أكد بمذكرة موجهة إلى رئيس اللجنة أنه عندما توجه للكافيتريا لقيامه بأداء مهامه المكلف بها بالاطلاع على دفاتر الحضور والإنصراف للتأكد من تواجد العاملين المذكور أسمائهم بالشكوى في تاريخ الواقعة المذكورة، وطلب بيانا بطبيعة عملهم وحالتهم الوظيفية لتحديد مسؤولية كل منهم، وكشفا معتمدا بأسماء العاملين بالكافيتريا ومطبخ الحلواني والمسؤولين عن عملية الشراء والبيع، فقد رفض المحال ومدير عام الخدمات الغذائية التعاون معه وإعطاءه البيانات أو المعلومات، حيث أراد توجيه اللجنة في إطار واحد فقط وهو الجرد.

وإذ استندت سلطة الاتهام فى توجيه الاتهام للمحال إلى شهادة محرر المذكرة سالفة البيان، وخلت أوراق الدعوى ومستنداتها من ثم دليل آخر يؤكد ويؤيد ما جاء بهذه المذكرة ويفيد إعاقة المحال الأول لعمل اللجنة بفحص أعمال الكافتيريا، ومن ثم فإنه لا يجوز الاعتداد بما جاء بهذه المذكرة أو التعويل والاستناد إليها لإثبات ارتكاب المحال للمخالفة المنسوبة إليه، ذلك أنه فضلا عن أن إفادة المذكور بالمذكرة المشار إليها قد جاءت مرسلة تفتقد إلى أي دليل يدعمها ويثبت صحتها، فإن المذكور بتقديمه لهذه المذكرة قد أصبح خصما للمحال الأول، وبالتالي لا يجوز الاستناد إلى أقواله لإثبات صحة وقوع المخالفة.



وبشأن المخالفة المنسوبة للمحال الثالث حسام محمد إبراهيم، أخصائي شئون العاملين، بأنه تقاعس عن تحرير أمر شغل واحتساب نسبة 12% خدمة بشأن الحفلة المقامة بكافيتريا الدور السابع بمناسبة تكريم عبد الخالق يوسف، الأمين العام السابق، فإن الثابت من بيان الحالة الوظيفية للمحال أنه مكلف بمهام وظيفة مدير إدارة كافيتريا السابع، وبالتالى فهو مسئول عن إدارة الكافتيريا بصفة عامة والإشراف على العاملين فيها، وليس مسئولا بصفة شخصية عن إعداد أوامر الشغل وحساب تكلفة الأصناف التى تقدمها الكافتريا والنسبة المقررة للخدمة بالكافتريا، ومن ثم فقد أصبحت مسألة ارتكابه للمخالفة المنسوبة إليه محاطة بالشك والظنون.


وعن باقي المخالفات المنسوبة للمحالين من الثاني وحتى الحادي عشر، وهم: محمد معوض عبد السلام، كبير محاسبين بالأمانة العامة بالهيئة الوطنية للإعلام وحسام محمد إبراهيم، أخصائي شئون عاملين وأحمد عبد القادر أحمد، مسئول الحسابات والمشرف على الكافيتريا وياسر صلاح محمد، كنترول حسابات (كاتب) وطارق عبد النبي عبد اللطيف، كنترول حسابات (مصنف) وتامر محمد عبد العظيم، كنترول حسابات (محاسب) وسامي محمد مرسي، كنترول (كاتب) وشوقي رضوان عبد الحميد، كنترول (كاتب) وسعيد عبد المنعم عبد المنعم، كنترول مندوب مشتريات وأيمن رمضان محمد، كنترول (مندوب مشتريات)، وجميعهم من العاملين بالكافتيريا التابعة للأمانة العامة بالهيئة الوطنية للإعلام.




وتبين للمحكمة، وهي بصدد بحث المخالفات المنسوبة للمحالين، أن موضوع هذه المخالفات جميعها يتعلق بالتلاعب بأوزان علب الكحك المباع، وذلك بوزن العلب بأقل من الوزن المدون عليها، والإهمال في الإشراف على أعمال الخدمات الغذائية الأمر الذي كان من شأنه عدم سلامة تنفيذ كافة النواحي الفنية وعدم مطابقة بعض الأصناف للمواصفات المطلوبة، وذلك بقيام كل من: ياسر صلاح محمد، طارق عبد النبي عبد اللطيف، تامر محمد عبد العظيم، سامي محمد مرسي، شوقي رضوان عبد الحميد، سعيد عبد المنعم، أيمن رمضان محمد، الموظفين بكنترول حسابات كافيتريا الدور السابع بالتلاعب بأوزان علب الكحك المباع، وذلك بوزن العلب بأقل من الوزن المدون على تلك العلب، والتقاعس عن تحرير أمر شغل واحتساب نسبة 12% خدمة بشأن الحفلة المقامة بالكافيتريا بمناسبة تكريم الأمين العام السابق.

وشددت المحكمة على أن المخالفات المنسوبة للمحالين لا يمكن التحقق من وقوعها إلا بوجود لوائح أو تعليمات أو قواعد تنظم وزن علب الكعك وتحدد على وجه الدقة طريقة الوزن، وما إذا كان الوزن المدون على العلبة هو الوزن الصافى لكمية الكعك الموجودة بداخلها أم يشمل بالإضافة إلى ذلك وزن العلبة ذاتها، أما وقد خلت أوراق الدعوى ومستنداتها من أى قواعد أو تعليمات تنظم هذه المسألة وتحددها على وجه الدقة وتلزم القائمين على هذا العمل بها، بل وأكدت التحقيقات على عدم وجود دورة مستندية معتمدة لسجلات التكاليف وقواعد لنظام تكاليف يمكن من خلاله مراجعة استخدام الخامات المنصرفة لمطبخ الحلواني، ومن ثم فإن أدلة الاتهام تصبح مزعزعة وغير قائمة أسس واضحة ومحددة، ويصبح الاتهام قائما على محض تقدير وآراء واجتهادات اللجنة التى قامت بفحص أعمال الكافتريا دون سند من قواعد أو تعليمات محددة، فأصدرت المحكمة حكمها ببراءة جميع المحالين.



صدر الحكم برئاسة المستشار حاتم محمد داود فرج الله، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين أدهم محمد لطفي عوض لطفي ومحمد أبو العيون جابر علي، نائبا رئيس مجلس الدولة وسكرتارية محمد حسن عبد المقصود.

الجريدة الرسمية