رئيس التحرير
عصام كامل

عملية إنقاذ "الكبد الرطبة".. قصة أبطال "البالطو الأبيض" مع تحدي قناة السويس

مشهد من داخل احدى
مشهد من داخل احدى السفن العالقة
أزمة خانقة ضربت حركة التجارة العالمية بعد جنوح ناقلة الحاويات العملاقة إيفرجيفن في المجري الملاحى لقناة السويس وتسببها في تعطيل الحركة لأكثر من 5 أيام حتى الأن، وسط جهود مضنية تبذلها هيئة قناة السويس لحل الأزمة.


في قلب الأزمة كانت أكثر من 350 سفينة تجارية محتجزة بين القافلتين الجنوبية والشمالية للقناة تنتظر دورها في العبور بعد تحرير المجرى الملاحي من الجلطة التي أصابت شريان العالم، ومن ضمنها 5 سفن عملاقة قادمة من رومانيا وإسبانيا محملة بآلاف من رؤوس الماشية المتجه إلى الأردن والسعودية، وهو وضع استثنائي فرضته الظروف لان السلع التي تحملها السفن الآخرى، هي بين جماد ووقود إلا تلك السفن التي تحمل "كبد رطبة" الحفاظ عليها واجب وضرورة.

بدأت المهمة بتواصل من الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس مع السيد القصير وزير الزراعة لإبلاغه بالموقف في القناة ووضع السفن الخمس وطلب المساعدة  من وزارة الزراعة للتعامل مع الوضع.

على الفور وجه وزير الزراعة السيد القصير الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتحرك وتقديم كافة سبل الدعم البيطري والخدمات التي تحتاجها الماشية الموجودة على متن السفن الخمس، وفي حينها شكل رئيس الخدمات البيطرية خلية أزمة عاجلة وتم تحديد 3 فرق بيطرية متخصصة تحركت في الصباح الباكر من يوم السبت الماضي إلى إلى القناة قادمة من بورسعيد والاسماعيلية والقاهرة.

ويقول الدكتور عبد الحكيم محمود:  حرصنا أن يكون تواجدنا أعلى السفن للفحص في الصباح الباكر لأن الفحص الليلي سيكون أصعب، فالتعامل مع الوقت بحكمة وسرعة كان أحد أهدافنا الرئيسية في تلك المهمة، حتى يمكننا التدخل سريعا واستكشاف أى مشكلات تواجه الحيوانات على المراكب ووضع الحلول العاجلة للحفاظ على أرواحها.

وصلت الفرق البيطرية إلى ضفة القناة باكراً وتولت لانشات تابعة لهيئة قناة السويس نقلهم إلى السفن العالقة في البحيرات المرة وبحيرة التمساح وتحمل على متنها أكثر من 60 ألف رأس أغنام  و421 رأس أبقار

وفقا للدكتور حامد الأقنص  مدير مديرية الطب البيطري بالإسماعيلية فإن التعامل مع التكليف الوارد من وزير الزراعة السيد القصير والدكتور عبد الحكيم محمود رئيس هيئة الخدمات البيطرية كان يتطلب اختيار العناصر المناسبة للتعامل مع المهمة وفقاً للأهداف المطلوب تحقيقها، فوقع الاختيار على المتخصصين وهما مسئول الطب الوقائي ومسئولة الترصد الوبائي بالإسماعيلية، فدورهما مهم  جدا فيما يخص رصد الأمراض على السفن، لكننا بعد الفحص لم نجد أى أمراض وبائية أو معدية ولكن وجدنا الوضع جيد من تلك الناحية وتوافر الادوية والمضادات الحيوية مع  أطقم السفينة.

ويضيف: درسنا وضع كل سفينة وحمولتها من الماشية وكان تخوفنا من وجود أمراض تنتقل عن طريق الهواء لانها كان من الممكن ان تسبب كارثة لكننا لم نجد أي من تلك الأمراض، ووفرنا الادوية للسفن التي لديها نقص في هذا الجانب، لكن الأزمة التي كانت تواجه تلك السفن هي نقص الأعلاف المتاحة وعلى الفور تواصلنا مع وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية وتم توفير أعلاف ودريس وقش نقلتهم عوامات تابعة لهيئة القناة إلى السفن فورا لحل الازمة في أسرع وقت.

ويتابع الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس هيئة الخدمات البيطرية حديثه فيؤكد أن تعامل وزارة الزراعة مع احتياجات السفن الخمس كان بسرعة وكفائه كبيرة، حتى أن الحكومة الرومانية راسلت الهيئة يوم الأحد لطلب توفير كل ما تحتاجه السفن الرومانية الأربعة العالقة في القناة، لكننا كنا قد سبقنا هذا الطلب وقدمنا كل الدعم اللازم قبلها بأكثر من 24 ساعة. 

ولفت إلى أن وزارة الزراعة والهيئة على تواصل دائم مع قباطين السفن الخمسة على مدار الساعة يوميا للأطمنئنا على استقرار الاوضاع على متنها من حيث توافر كل وسائل الرعاية البيطرية للماشية.






الجريدة الرسمية