رئيس التحرير
عصام كامل

«الأم اللي ربت».. «ماما علية» ملاك بدرجة مديرة دار للأيتام الرضع | فيديو

فيتو
حينما تدق الساعة تمام التاسعة صباحًا، تخطو علية علي، مديرة دار الوداد للأيتام في منطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، نحو الطابق الأول للدار المكونة من ثلاثة طوابق متوسطة المساحة، نظرة سريعة على كل الأسرّة والأطفال النائمين بها، أطفال رضّع لم يكملوا من أعمارهم سوى أشهر قليلة، «علية» هناك هي أمهم الثانية بعد أن ألقتهم الظروف في مجتمع واحد بلا أب ولا أم لتكون «علية» ومنذ الأيام الأولى لهم في الحياة، أم لثلاثين رضيع ورضيعة في الدار.





30 رضيعا ورضيعة «أمانة» في «رقبة علية»


في نهاية يونيو من عام 2019 تسلّمت «علية» مهام منصبها كمدير لدار الوداد علية علي مديرة دار الوداد في منطقة الهرم، لم تحسب نفسها مديرة تعمل في مؤسسة فحسب، بل كانت الأم التي تهتم طوال الوقت بالسعي نحو الاهتمام بكل ما يتلعق بهؤلاء الرضع، هؤلاء الأطفال لم يدركوا بعض العالم حولهم، ولكنهم يدركون جيدًا بأن علية في أمهم التي لم يشأ الله تعالى أن تكون بجوارهم، «الطفل هنا لما أشيله وأحضنه بيحس إني بحبه»، العطاء والحب الذي يفيض من قلب علية يصل مباشرة وبلا أي حائل إلى هؤلاء الأطفال، لهذا استحقت علية أن تكون نموذجًا لسيدة دار أيتام الأطفال الرضع التي تسهر على راحة أطفالها الثلاثين «ساعات لو الأمر تطلب بقعد لحد منتصف الليل بشتغل لو الأطفال فيهم حد تعبان أو محتاجني».






تضيف علية قائلة: «من حوالي سنتين لحد اليوم أول ما باجي بطلع الأدوار أطمن على الأولاد أشوفهم أخذوا الرضعات ولا لا بشوف لبسهم نظافتهم متغطي كويس ولا لا والمكان متهوي ولا لأ اللي بعمله في البيت مع أولادي بعمله كمان في الدار مع الأطفال بالظبط هما هنا أولادي أنا أم لـ 30 رضيع ورضيعة».


علية: عملت في السابق مديرة لدار أيتام ذوي احتياجات خاصة


أعمار الأطفال تتراوح بين الشهر وحتى 10 أشهر، قبل ذلك كانت علية تعمل مديرة لإحدى دور الأيتام لذوي القدرات الخاصة لمدة تسع سنوات، تعلق بها الأطفال وأحبوها، ما زالت تتذكر كيف كان الأطفال يتهافتون عليها حينما يعلمون بحضورها، يرفضون تناول الطعام إلا في وجودها، تشعر بأن الله وهبها روح طيبة تجعل أي طفل حتى لو كان في أيامه الأولى يتعلق بها منذ أن تضمه للمرة الأولى، «أنا مش مديرة دار فقط أنا أم ليهم كلهم، أنا بدخل الصبح الساعة تسعة الصبح بكون أم ثانية لهم كلهم، مش آجي أقعد وأمشي آخر النهار، أنا بطلع بنفسي أغير للأطفال وأرضعهم لأنهم في الآخر ولادي، مسؤولية إني أكون أم لـ 30 طفل أكثر مش شايفاه صعب». ترى أنه بمجرد حبها وشغفها بأن تكون وسط هؤلاء الأطفال ترعاهم وتعتني بهم منحة من الله عز وجل لها.


تمر «علية» على الطوابق الثلاثة، تقبل كل طفل وتضمه إلى صدرها إذا احتاج أحدهم إلى الطعام تُمسك هي بالرضعة وترضعه، تضمه إليها تشعر بسعادة غامرة، فالأم لطفل واحد لا تسعها الدنيا وما عليها ما إن تضم ابنها إلى صدرها، فما بالك إذا كانت تضم 30 طفلا وطفلة إليها!، «الأطفال لهم وضع معين وأنا مش بتنازل عن أي حاجة تخصهم وبعملها بحب وبصدر رحب هما مسؤولية في رقبتي ولازم ألتزم بها وأكون قدها».
 
علية "الطفلة" تهتم بالأطفال وزيارة دور الأيتام


في طفولتها كانت مهتمة بالأيتام وبفكرة إيداع الأطفال مجهولي الأبوين في دار لرعايتهم، حرصت على زيارة عدد من دور الأيتام اهتمت بالتقرب إليهم وتقديم المساعدات لهم حتى وإن كانت مساعدات عينية بسيطة، «أنا بالأساس مهتمة بالأيتام كنت بزور دور أيتام ومهتمة بفكرة التقرب من الأيتام كنت على فترات متباعدة ولما بكبر بيأخذ شكل تاني شكل أعمق»، بقاء علية علي في الدار مدة طويلة جعلها تميل إلى كفالة طفل أسريًا في منزلها، «عرضت على أسرتي إني هكفل طفل مع أبنائي الثلاثة، وهما اللي بيلحوا عليا أكمل المشوار».


تريد «علية» أن تكفل الطفل في بيتها، ترى أن وجود طفل رضيع في أسرة بين أب وأم يشعرها بسعادة كبيرة، فمهما كانت الرعاية التي يتلقاها الطفل في الدار يظل وجوده بين أم وأب أكبر مكسب له، لذلك تحرص علية طوال الوقت على الاطمئنان على الأطفال المُحتضنين، «لما بتيجي أسرة عندي تحتاج تحتضن طفل بتأكد أولًا إنها مؤهلة عشان ابني يكون في يد أمينة».
الجريدة الرسمية