رئيس التحرير
عصام كامل

دار الإفتاء: تحية لكل إمرأة كانت عونا لأبيها وأما قوية لأبنائها

اليوم العالمي للمرأة
اليوم العالمي للمرأة
حرصت دار الإفتاء، على الاحتفاء بالمرأة في يومها العالمي، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو احتفال يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام.


وقالت دار الإفتاء في سلسلة منشورات: "تحية لكل إمرأة سهرت على راحة زوجها وكانت عونًا لأبيها وسندًا لأختها وصديقة لأخيها، وأمًّا قوية لأبنائها".

وأضافت: "كتب عنها التاريخ حكايات، صنعت المستقبل بإرادة وكفاح، تحديات وبطولات ونجاحات في كل المجالات، إنها المرأة".

واستشهدت بعدد من النماذج المشرفة، مدونة: "هناك وقفت سيدة المطر تتحمل البرد وقسوته من أجل لقمة العيش، وقبلها كانت سيدة القطار التي دافعت عن شاب رأت فيه ابنها بقلب جسور، وسبقتها فتاة العربة بالإسكندرية التي تحملت أعباء صعبة للكسب الحلال، كل التحية والتقدير لنساء فوق رؤوسنا".

اليوم العالمي للمرأة 

وتابعت: " المرأة شريك أساسي في تحقيق البناء والتنمية في الدولة باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وما تقوم به من دور كبير في تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع قادرة على العمل والبناء لا يمكن لأحد أن ينكره".

وأشارت إلى أن من مقاصد التشريع الإسلامي حفظ مكانة المرأة والإعلاء من شأنها؛ بحفظ حقوقها في جميع مراحل حياتها وبجميع أشكال العلاقات الإنسانية.

وأضافت أن الشريعة الإسلامية نظرت للمرأة على أنها نصف المجتمع، وكلَّفتها شخصيًّا كما كلَّفت الرجل، ولم تفرض عليها أي نوع من التبعية؛ وأقرت حقوقها المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مستندة في ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّما النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ".

مكانة المرأة في الإسلام

وأشارت الدار إلى أن للمرأة الحق في اختيار زوجها، ولها ذمتها المالية المستقلة ومطلق حرية التصرف بالبيع والشراء والتملك، والتقاضي، وإبداء الرأي في الشأن العام، بل حمَّلتها الشريعة أعظم الأمانات وهي تربية النشء الذي هو قِوَام الأمة، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾[الحجرات: 13].

ومن جانبه قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: إن الشريعة الإسلامية تحتفي بالمرأة وتكرمها وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، كما أنها تعد المرأة شريكًا أساسيًّا في تحقيق البناء والتنمية في الدول والمجتمعات باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وما تقوم به من دور كبير في تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع قادرة على العمل والبناء وهذا الدور لا يمكن لأحد أن ينكره.

وأضاف مفتي الجمهورية في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام: إن الشريعة الإسلامية جاءت لتنصف المرأة وتكرمها وتعلي من شأنها بعدما كانت تتعرض للكثير من الظلم والمهانة قبل الإسلام، كما أن الشريعة الإسلامية تكرم المرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، داعيًا إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات والهيئات المعنية من أجل وضع المرأة في مكانها التنويري الصحيح.

وأوضح المفتي أن الإسلام جعل بر الأم ثلاثة أضعاف الأب حتميًّا على الأبناء، وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات أي بطاعة الأبناء لهن، وأعطاها حق العمل ومشاركة الرجال في تنمية البلدان والمجتمعات، وبلغ الاعتداد بالمرأة في الإسلام مبلغًا لم تصل إليه تشريعات البشر الوضعية إلى يومنا هذا ولا تستوعبه حتى قيام الساعة.

وشدد مفتي الجمهورية على أن الإسلام ضمن للمرأة حقها في الميراث وحرم أكله بالباطل، مشددًا على أن العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث، وينبغي أن نصحح ذلك لأن القرآن الكريم عندما نزل حدد للمرأة ميراثها وحقوقها الشرعية.

وأكد المفتي أن الشريعة الإسلامية تحتفي بالمرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، مشددًا على أن المرأة كانت ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام فقد جعل لها الإسلام حق الحياة بعد أن كانت تُدفن حية بعد أن تسودَّ وجوه من بُشِّروا بها، كما في قول الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ  أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ  أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}، وقول المولى عز وجل: {وَإِذَا الْمَوءُودَةُ سُئِلَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ}.

وقال مفتي الجمهورية: يكفي أن إكرام المرأة وتقوى الله فيما يخصها كان من خواتيم وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (استَوْصُوا بالنساء خيرًا)، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة وجعلتها وارثةً نصيبًا مفروضًا بعد أن كانت تورَّث بذاتها وتتنقل بين الرجال انتقال التركات، وأفرد لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها في الجاهلية .

وأشار المفتي إلى أن المرأة قبل التشريع الإسلامي كانت مهدرة الكرامة، وكانت سلعة تباع وتشترى، ولما جاء الإسلام كرمها وكأنه أنقذها من هذا المستنقع الصعب الذي لا يمكن أن يرضاه إنسان، مضيفًا: المرأة إما أنها أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، ولا يمكن لأحد أن ينكر دورها الكبير في المجتمع.
الجريدة الرسمية