رئيس التحرير
عصام كامل

في يوم المرأة العالمي.. أشهر فنانات ومثقفات مصر.. الأميرة "فاطمة" تتبرع بأرض بناء أول جامعة مصرية.. و"القلماوي" تقود ثورة الطالبات

يوم المرأة العالمي
يوم المرأة العالمي

يحتفل العالم اليوم بـ اليوم العالمي للمرأة، فمن المستحيل حصر كل امرأة عظيمة أثرت فى التاريخ المصري بشتى مجالاته، فلكل مجال نسائه اللاتي سطرن بأيديهن التاريخ في هذا الشأن، ومن أبرز المجالات التي كانت فيه المرأة المصرية نبراساً في مجالي الفن والثقافة.





الأميرة فاطمة إسماعيل

في يوم المرأة العالمي لا يمكن تجاهل ذلك الدور الذي قامت به الأميرة فاطمة إسماعيل، صاحبة الفضل في بناء جامعة القاهرة كأول جامعة مصرية تقام على أرض مملوكة للأميرة قامت بالتبرع بها لصالح الجامعة، بعدما عانت الفتاة المصرية المنع من الالتحاق بالجامعة.

إلا أن الحلم تحقق بطريقة أخرى عندما قررت الأميرة فاطمة إسماعيل بالتبرع بقطعة أرض لبناء أول جامعة مصرية.

الأميرة فاطمة إسماعيل ولدت في يونيو 1853 تفردت بحبها العام للخير ومساهمتها في الأعمال الخيرية بين أخواتها.



سهير القلماوي
وفي المجال الثقافي استطاعت الكاتبة والأديبة سهير القلماوي التي حظيت بحالة من الجدل من بداية تلقيها للعلم حتى حصولها على درجة الدكتوراة، فاستطاعت أن تحفر اسمها بحروف من النور في هذا المجال.

ففى عام 1929 كانت الفتاة الوحيدة بين 14 رجلا يدرسون فى كلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول، الأمر الذي عرضها لموجة من الاستنكار، لتصبح من أوائل المصريات اللاتى تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير وكانت هى أول من حصلت منهن على الدكتوراة التى كان موضوع البحث فيها عن رواية ألف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذى واجه هجوماً ضاريا بعد ذلك بعقود بدعوة انه مناف للأخلاق.

وفى عام 1956 أصبحت سهير القلماوى أستاذاً للأدب العربى المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب ولمدة تسع سنوات.

ولدت سهير القلماوى فى طنطا ودرست فى المدرسة الأمريكية للبنات هناك، ثم أقدمت على تسجيل اسمها للدراسة بجامعة فؤاد الأول مع بعض الفتيات الأخريات فى سابقة كانت الأولى من نوعها.

ومن بين الأوائل الذين تبنوا الموهبة الإبداعية للكاتبة الراحلة كان عميد كلية الآداب آنذاك عميد الأدب العربي طه حسين، الذي أعجب بحماسها وشجعها وساعدها أن تكتب فى مجلة الجامعة المصرية وما لبثت أن أصبحت محررة بها لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة فى عالم الكتابة والصحافة، وانضمت القلماوى للبرلمان سنة 1967 وشاركت فى تأسيس معرض الكتاب، ويحسب لها أنها أول من قدمت الأدب المصرى المعاصر كفرع من فروع الدراسة بكلية الآداب التى سيطر عليها ولا يزال الأدب العربي الكلاسيكي.



أم كلثوم

هرم من أهرامات مصر الفنية كوكب الشرق أم كلثوم، التي حينما كانت تصدح بأغنيها يصمت الجميع مستمعين لما تلقيه من مقطوعات فنية، كانت ولا تزال لعقود علامة فنية على كافة المستويات المحلية والعالمية.

ورغم أن أم كلثوم لم تكن يومًا من أبناء الطبقة الأرستقراطية، إلا أنها استطاعت بطبقات صوتها الفريدة أن تجمع أفراد الطبقة الأرستقراطية فى قصورهم وفيلاتهم الفخمة حول جهاز الراديو، كذلك امتد أثيرها للأسر المصرية البسيطة من صعيدها إلى دلتاها ومن السلوم وحتى أسوان.

ولدت أم كلثوم بقرية صغيرة بالدقهلية والبسها والدها ملابس الرجال لكى يضمها وهى فى الثانية عشر من عمرها لفرقته للإنشاد الدينى التى كانت تجوب الموالد والمناسبات، وفى سن السادسة عشرة قدمها الملحن الشيخ زكريا أحمد للوسط الغنائى فى القاهرة، واستطاعت أم كلثوم بتعاونها مع أعظم الملحنين، والشعراء والموسيقيين المعاصرين لها أن تصل بنجاحها وشهرتها إلى عنان السماء.



عائشة تيمور

مثقفة التأثير والنسب، هي الراحلة عائشة تيمور التي ولدت لأسرة ميسورة الحال فى درب سعادة بحى الدرب الأحمر وهى ذات الأسرة التى قدمت للوسط الأدبى فى مصر عدداً من الشخصيات المرموقة الأخرى، حاولت والدة عائشة تعليمها الفنون النسوية المختلفة كالتطريز والأشغال اليدوية ولكنها كانت دائماً تفضل القراءة، وكانت ترى ان ما دون القراءة ما هي إلا ملهيات لا طاقة لها بها.

وكان والدها من أوائل المشجعين لها على أن تنمي موهبتها في القراءة والكتابة، إلى أن تزوجت وهي فى سن الرابعة عشرة من عمرها من محمود بك الإسلامبولى وانتقلت للعيش فى إسطنبول حتى وفاته فى عام 1875 فعادت إلى مصر واستأنفت دراستها وهى ابنة الخامسة والثلاثين، مستعينة بمدرستين ساعدتاها على اتقان قواعد النحو والصرف فى اللغة العربية.

لتنطلق بعد ذلك في المجال الأدبي من خلال عدة روايات طرحتها من خلالها قضايا عديدة تتعلق بالنوع والدين والسياسة ومن اشهر اعمالها "اللقاء بعد الشتات" و"نتائج الأهوال فى الأقوال والأفعال" كما نشرت لها دراسة عن العلاقة بين الجنسين عنوانها "مرآة التأمل فى الأمور"، ولكن تظل أشهر أعمالها هى قصائد الرثاء التى كتبتها بعد أن فقدت ابنتها عن عمر 12 عاما.



إنجى أفلاطون 

استطاعت أن تكسر قاعدة "فاقد الشيء لا يعطيه"، فرغم أن الفنانة الراحلة إنجي أفلاطون تنتمي لإحدى العائلات الرأسمالية وميسورة الحال، كانت لوحاتها تعبر عن العذاب والمعاناة، وكان ذلك نابعًا عن كون إنجي أفلاطون غير راضية عن الحياة المترفة التي تحياها، فقررت اعتناق الفكر اليسارى.

ويقال إن أستاذها كمال التلمسانى كان كثيراً ما يحكى لها عن معاناة الفلاح المصرى وفقره، فكرست حياتها للدفاع عن الطبقات الكادحة، وفى عام 1948 كتبت "ثمانون مليون امرأة معنا" وهو كتاب نددت فيه بشدة بالرأسمالية، وفى العام التالى كتبت "نحن النساء المصريات"، قدمت فيه تحليلاً للاضطهاد فى مصر، واضطهاد المرأة بشكل خاص، وكانت إنجى أفلاطون قد أصبحت عضواً نشطاً فى الحزب الشيوعى المصرى، تدافع عن حقوق المرأة المصرية وتمثلها فى المحافل الدولية.

وإلى جانب إبداعاتها الأدبية فهي أيضًا من رائدات الفن التشكيلي فى مصر فقد بدأت الرسم فى سن صغيرة وحققت نجاحاً كبيراً، وقد عُرضت أعمالها الفنية فى بينالى فينيسيا وبينالى ساوباولو  سنة 1956.

الجريدة الرسمية