رئيس التحرير
عصام كامل

السودان يدعو إلى وساطة أممية.. ويؤكد: ملء سد النهضة يهدد 20 مليون مواطن

سد النهضة
سد النهضة
أعلنت وزارة الري السودانية أن إعلان إثيوبيا بشأن إعادة ملء سد النهضة في يوليو المقبل يمثل تهديدا لكل مشاريع الري في البلاد.

وبحسب شبكة «العربية» الإخبارية، قالت وزارة  الري السوداني، إن 20 مليون مواطن مهددون بملء إثيوبيا الثاني لسد النهضة، داعيه إلى وساطة أمريكية وأوروبية وأممية.


وفي وقت سابق، كشف العضو السابق في وفد السودان لمفاوضات سد النهضة الدكتور أحمد المفتي أن الأرض التي أنشئ عليها السد الإثيوبي ملك للسودان.


وفي حواره مع برنامج "البعد الآخر" الذي يذاع على قناة "العربية"، أكد المفتي مساء السبت، أن السودان منح إثيوبيا الأرض التي أقيم عليها سد النهضة في عام 1902، بشرط عدم تدشين أديس أبابا أي منشآت مائية على نهر النيل دون موافقة الخرطوم.

وأوضح المفتي أن السودان قد يطالب باستعادة هذه الأرض، خاصة وأن الطرفين، السوداني والإثيوبي، قد اشترطا ذلك بعدم إقامة أي منشأة مائية على نهر النيل دون موافقة السودان.

وناشد عضو الوفد السوداني السابق لمفاوضات سد النهضة، مجلس الأمن الدولي، بضرورة التدخل لإثناء إثيوبيا عن بدأ الملء الثاني للسد، المقرر في يوليو المقبل، وإلا سيتفجر الوضع بشكل خارج عن السيطرة.

وأكد أحمد المفتي، أن أكثر من عشرين مليون مواطن سوداني مهددون بخطر عظيم بسبب سد النهضة.

وفي وقت سابق من الجمعة الماضية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تراجع سياستها بشأن سد النهضة الإثيوبي لتسهيل حل الأزمة المستمرة بسبب هذا المشروع بين إثيوبيا ومصر والسودان.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلي أن تعليق المساعدات إلى إثيوبيا لم يعد متعلقا بسد النهضة، وإنما بالوضع في تيجراي.

وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن إلغاء مشروط قرار تعليق المساعدات المقدمة لإثيوبيا، الذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب، على خلفية النزاع حول سد النهضة.

وذكرت الوزارة أن "هذا لا يعني أن جميع المساعدات الأمنية والتنموية التي تبلغ قيمتها نحو 272 مليون دولار ستبدأ على الفور في التدفق، بل يعتمد ذلك على التطورات الأخيرة"، في إشارة واضحة إلى الصراع المميت في منطقة تيجراي، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

لكن السفير الإثيوبي لدى واشنطن فيتسوم أريجا، قال في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّه تلقى تأكيدات بأنّ أيّ تخفيض في المساعدة الأمريكية لبلده سيكون "مؤقتاً"، وقال: إن "السدّ لنا وسننجز بناءه بسواعدنا"، مضيفاً: "سنخرج إثيوبيا من الظلام".

وكانت إثيوبيا قد تحفّظت سابقاً على تدخل أطراف أخرى في النزاع، لا سيّما بعد محاولة وساطة قامت بها الولايات المتحدة، بناء على طلب مصر، وانتهت في فبراير بالفشل.. واتّهمت أديس أبابا في حينه واشنطن بالتحيّز للقاهرة.

ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنّها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في التوصّل لاتفاق.

وتنظر كل من مصر والسودان إلى المسألة على أنها قضية "وجودية" بالنسبة لمستقبل شعوبها واشتكت مصر بالفعل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي دعا بدوره إلى مزيد من المفاوضات التي استمرت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، لكن الحل الوسط لا يزال بعيد المنال.
الجريدة الرسمية