رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل الجورنالجي.. أسباب رفض "هيكل" رئاسة الأهرام وسر قبوله بعد ذلك

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل
في مثل هذا اليوم 17 فبراير عام 2016 رحل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المعروف بالجورنالجي محمد حسنين هيكل، امتهن الصحافة منذ عهد الملك فاروق وأثبت كفاءة وتميز من بدايات عمله بالصحافة حتى إنه كان أول من فاز بجائزة فاروق للصحافة. 


عمل بالصحافة عام 1942 في الإجيبسيان جازيت وشارك في تغطية بعض المعارك التي خلفتها الحرب العالمية الثانية لكن برؤية مصرية، ثم التحق بمجلة آخر ساعة عام 1945 محررًا أيضا مع صاحبها محمد التابعي واستمر في العمل بهذه المجلة حتى انتقلت ملكيتها إلى دار أخبار اليوم.


وخلال هذه الفترة عمل هيكل مراسلًا متجولًا لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء في الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى إنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا وحتى البلقان.

وفي عام 1951 تولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وفي نفس الوقت مديرا لتحرير جريدة أخبار اليوم واستطاع من خلال وظيفته أن يتلمس الواقع السياسي الجاري في مصر آنذاك.

وبعد خروج مصطفى أمين من مجلة الإثنين عرض إميل زيدان أحد صاحبي دار الهلال على هيكل رئاسة تحرير مجلة الإثنين ورفض هيكل وهو لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره مفضلا بقاءه بأخبار اليوم.

انتقل هيكل من أخبار اليوم إلى الأهرام، فقد عرض "علي الشمسي" رئيس مجلس إدارة الأهرام عليه رئاسة الأهرام في لقاء بينهما في جنيف عام 1955 لكنه اعتذر بأنه ليس في استطاعته ترك أخبار اليوم التي يعتز بها وتربطه بها صداقات كثيرة خاصة وأنها مدرسة صحفية غير تقليدية كالأهرام وقال: "لقد بنيت حياتي الصحفية على أساس العمل الإخباري وتحركت من خلال ذلك وعملت مراسلا سياسيا وحربيا وراء المتاعب في كل قارات العالم وذلك اتجاه يختلف تماما عن اتجاه الأهرام والسبب الآخر هو أنني لم أكن أعرف أحدا في الأهرام بعد رحيل أنطون الجميل وخروج كامل الشناوي من الأهرام".

ثم اختاره الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا لتحرير الأهرام واستمر فيها لمدة 17 عاما وكان له عمود أسبوعي خاص به تحت عنوان بصراحة وفي فبراير 1974 خرج هيكل من الأهرام لآخر مرة بعد أن عينه السادات مستشارا له وعين الدكتور حاتم رئيسًا لمجلس إدارة الأهرام 


كان على علاقة قوية جدا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولكن كان على خلاف مع الرئيس المصري السابق السادات نظرا لاختلافه معه حول النتائج السياسية التي نتجت من وراء حرب أكتوبر وانتهى هذا الخلاف باعتقاله في عام 1981.

وخرج بعد مقتل السادات وتولى مبارك الحكم فكتب مقالات تحليلية في صحف الصنداي تايمز ببريطانيا.

له أيضا الكثير من الكتب في مجال النشر الدولي والذي تمت ترجمتها إلى أكثر من لغة.

ومن أبرز هذه الكتب "خريف الغضب – عودة آية الله – الطريق إلى رمضان – أوهام القوة والنصر – أبو الهول والقوميسيرـ خبايا السويس ـ ما الذي جرى في سوريا ـ كلام في السياسة ـ إيران فوق بركان ـ آفاق الثمانينيات ـ استئذان في الانصراف ـ العروش والجيوش".


اعتزل هيكل الكتابة السياسية عام 2003 على الرغم من توهج مقال وكتبه السياسية التي وصلت إلى العالمية، وحينما أتم عامه الثمانين قرر الاعتزال وكتب آخر مقال له بعنوان "استئذان في الخروج". 
الجريدة الرسمية