رئيس التحرير
عصام كامل

١٠٠ قاضٍ ومنهم واحد!

اليوم تبدأ محاكمة دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة بقائمة اتهامات طويلة بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكونجرس لمنع التصديق على انتخاب بايدن رئيسا جديدا، وتصل إلى إسقاط  النظام الديمقراطي والانقلاب على الدستور الأمريكى.. وهذه المحاكمة تختلف عن المحاكمات الأخرى العادية.


فإن القضاة فيها عددهم ١٠٠ قاض، هم كل أعضاء مجلس الشيوخ الامريكى، نصفهم يدخلون المحاكمة وقد أدانوا المتهم ترامب مسبقا وقبل ان تبدأ هذه المحاكمة، وسوف يصوتون مع إدانته، لأنهم ينتمون للحزب الديمقراطي الذى يريد إدانة المتهم.

أما نصف القضاة الآخر فإن منهم من يشارك النصف الأول الرغبة فى إدانة ترامب لمنعه من المشاركة فى الانتخابات المقبلة، لذلك يراهن الديمقراطيون على اجتذاب ١٧ منهم حتى تنتهى المحاكمة بإدانة ترامب، بأغلبية الأصوات فى مجلس الشيوخ.

أمريكا تبحث عن الأمن!

أما المتهم فإنه يراهن على الطعن فى دستورية هذه المحاكمة لانه لم يعد رئيسا، وإنما هو رئيس سابق، وبالتالى لا يحق لهؤلاء القضاة محاكمته سياسيا، وهذا أمر يتبناه مع ترامب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ.. وإذا لم يقبل هذا الطعن فإنه يتبق أمام ترامب ألا يصل عدد  الأعضاء الجمهوريين الراغبين فى إدانته إلى ١٧ عضوا حتى لا تتم إدانته بأغلبية الأصوات..

وهنا الحزب الجمهورى بين أمرين أحلاهما مر.. الأول الانضمام للديمقراطيين وإدانة ترامب وهذا سوف يضعف الحزب لأنه سوف يفقده تأييد أنصار ترامب له فى انتخابات التجديد  النصفى للكونجرس.. والثانى فهو حماية ترامب ومنع إدانته وبالتالى سوف يفقد الحزب اعداد جديدة من أعضاءه الحاليين الذين سارع الآلاف منهم للاستقالة من الحزب بعد اقتحام الكونجرس.        
الجريدة الرسمية