رئيس التحرير
عصام كامل

القارئ الشيخ هاني الحسيني وسر الدعوة المستجابة من والدته

الشيخ هاني الحسيني
الشيخ هاني الحسيني
"يا رب خده لطريقك".. كانت الأم بفطرتها تريد لولدها السلامة في الدنيا والآخرة، تصعد أعلى سطح المنزل وتتمتم بتلك الكلمات حتى استجاب الله دعوتها وأخذ ابنها المعروف بـ"شقاوته" بين الأطفال إلى الطريق؛

فالطريق إلى الله سبحانه وتعالى اصطفاء واجتباء كما يرويها الشيخ هاني الحسيني القارئ بالإذاعة والتلفزيون عضو نقابة القراء المصرية.

التحق الطفل الصغير وهو في سن 4 أعوام إلى الكُتاب وحفظ القرآن الكريم في سن الثامنة على الرغم من التحاقه بالتعليم العام بناءً على رغبة الوالده، واستطاع أن ينافس على المراكز الأولى في المسابقات على مستوى المركز والمحافظة والجمهورية. 

وكشف الحسيني عن أول مسابقة قائلا: "هل تتذكر أول مسابقة دخلتها؟
حينما وصلت لعمر 12 سنة كانت إذاعة القرآن الكريم أعلنت عن مسابقة "ليلة القدر وذوي الأصوات الحسنة" وكان التقديم في وزارة الأوقاف فأخذت نفسي وأنا صغير وطلعت على وزارة الأوقاف؛ وبالفعل ذهبت إلى إدارة شئون القرآن في الحسين، فوجدت الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمود الطنطاوي وعبد الحكيم عبد اللطيف، وأحمد الرزيقي".

وأضاف :"قال لي مدير الأوقاف أنت جاي تعمل إيه؟ فقلت له: أنا جاي أتقدم في المسابقة وسألوني في القرآن والحمد لله ربنا وفقني وطلب مني الشيخ أبو العينين التواجد في اليوم الثاني أمام وزارة الأوقاف الساعة 10 صباحا، وبالفعل ذهبت قبل الميعاد فأخذني إلى الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف السابق، وقال للوزير: دا أفضل ولد سيقرأ أمام الرئيس مبارك".



وعن سر اختياره للقراءة أمام الرئيس أجاب: الإذاعة كانت في البداية تُرسل أحد الشيوخ والحمد لله من وقت ما سجلت معاهم وأنا ملتزم جدا في المواعيد، وتم اختياري للقراءة في مسجد الفتاح العليم، ووجدت قبولا والحمد لله "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ"، فيجب على القارئ أن يعرف قيمة المكان الذي يعمل فيه وأن يكون قليل الكلام، وعدم الإفصاح عن أي شيء خاص بالعمل.

وفي 2006  تقدم الحسيني إلى اختبارات الإذاعة مضيفا: قدمت وقالوا لي الاختبارات بعد 3 شهور فلم أذهب إلا عام 2010، وتقدمت ونجحت الحمد لله، وقالوا لي ستأتي لاختبارات الصوت الأسبوع القادم، وفي نفس التوقيت وجدت إعلانا من وزارة الأوقاف بأنها تريد ترشيح قارئ في المسابقة العالمية بماليزيا".

وتابع :"وجدت الشيخ أبو العينين في اللجنة فقال: "هو الولد دا اللي يروح ماليزيا"، وكانت مصر لم تحصل على المستوى الأول منذ 15 عاما وذهب أحد المشايخ المشاهير الذين حققوا "صيت عالي" في مصر، ولم يحقق فيها أي مستوى؛ والحمد لله وفقت في اختبارات وزارة الأوقاف التي أهلتني لسابقة ماليزيا، ونجحت في اختبارات الإذاعة و حصلت على المركز الأول ورجعت بها، وبدأت أكمل مشواري في الإذاعة، إلى أن خرجت على الهواء في عام 2013 وكانت الجمعة الأولى على الهواء من سيناء في احتفالية استرداد طابا".

واستطرد قائلا: هذه نصيحتي للقراء وأتمنى أن لا يغضب مني أحد.. لا بد أن تعلموا جميعا أن القرآن منهج حياة، وليس للتربح أو للكسب، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن» ".

واضاف:"ما وجدت حاملا لكتاب الله إلا ووجدته مستورا.. يا إخواننا أرجوكم مش عايزين نأخذ القرآن على أنه مكسب وسبوبه.. القرآن منهج حياة، فلماذا نقتصر بالقرآن على قدر العزاءات فقط، وتلك الكلمة مهمة أيضا فالإمام حمزة -وجميع القراء يعرفونه جيدا- كان يعلم التلاميذ، وفي يوم من الأيام كان يستظل أسفل شجرة من شدة الحر، فطرق أحد الأبواب ليسألهم الماء، فلما خرج إليه أحد وناوله الماء ألقاه على الأرض، فقال له تلميذه: لما فعلت هذا يا إمام. فقال: أخاف أن أعرض أمام الله سبحانه وتعالى ويقول لي أنت أخذت أجرًا.. شوف بقى حالنا اليوم وصل لأي مستوى".
الجريدة الرسمية